لا تقرع باب صمتي,,,
بقلم الشاعر والكاتب غازي شحادة قيس
أيها المدعي حبي وصداقتي عندما كنت في ريعان العمر والشباب الغض والزمن القشيب،هل تذكر عهداً لنا قطعناه على المحبة والوفاء ؟!
هل شغلتك الحياة فتناسيت أياماً لنا عِذاباً ؟!
لماذا لم أعد أرى لك وجهاً ،ولم أعد أسمع منك سؤالاً عني وعن أحوالي وقد كنت إلفك في زمان الصبا أشاركك أفراحك وأتراحك ،هل شغلك سراب الدنيا وبريقها الخائب فأنساك عهد المحبة !
هل تعلم لماذا يعتب الإنسان على حبيبه وصديقه في ساعات انكساره ؟!
إذا كنت لا تعلم فأنت حبيب مزيف وصديق مخادع خان العهد وكسر القلب وخالف نواميس الحياة الإنسانية وطعن الروح لينعم بصراخها …
فيا أيها المزيفون المدعون أستحلفكم بالله أن لا تمشوا في جنازتي ولا تقيموا لي حفل تأبين بعد موتي ،ولا تقرعوا باب صمتي ،فقد مللت تسابقكم وتباريكم في نظم الخطابات وتنميق كلمات الرثاء لتنالوا إعجاب الناس بوقفاتكم المنبرية واعتبار الموت مناسبة للتباري بالكلام الذي لا يغني ولا ينفع …
دقيقة صمت هي أبلغ من كل ما أعددتموه من تفه الكلام الذي تصدح به حناجركم فبعض الحناجر كالخناجر تمزق الصمت وتطعن الروح …
دعوني أرحل بسلام ولا تقلقوا بلاغةالصمت وأنتم تنظرون إلى ساعات معاصمكم فوقتكم أثمن منكم ومن عهودكم …
كم ثقيل أنت أيها الإنسان عندما يناديك الغياب وأنت تنده أين الأحباب والأصحاب ويردد الصدى:أين الأحباب والأصحاب …
ارحل وحيداً فكل هذا الضجيج من بعدك ما هو سوى نوعٍ من الشماتة والانتقادات وتشويه سيرة الحياة…
رحم الله من قال :
حبيبي الذي لا يوافيني وأنا على قيد الحياة لست بحاجة له بعد الممات… بقلم الشاعر والكاتب غازي شحادة قيس
Discussion about this post