بقلم الأديبة سونيا عبد اللطيف
تونس 07/ 02 /2021
تعجبني المدينةُ بعد الاغتسال
تعبق منها رائحة الجدران
بطعم البرتقال
ضاحكةً… تَبان للعيان
ناصعةَ الألوان
المطر غسل أطرافها
كما غسل نفوسا تضمر الشّر
يقدح منها الشّرر
أزال كلّ ما يشعر بالضّيق
عن الأرصفة والطّريق
فبدتْ المدينة عروسا
في صبيحة عرسها
خجولا
الحمرة على خدّها
في دلال
تميس
عيناها خميلتان
وجنتاها وردتان
والخيبة في سرها
ستُرجِئ دهاءها
لعضّة
الزمن
فلا أحد يعلم ما يخبّه القدر
*
تأخذني بناياتُ المدينة
إلى أسواقها العتيقة
الى أبوابها القديمة
إلى أزقتها الضيقة
حركةُ الباعة فيها شبهُ
بطيئة
الدكاكينُ تفتح عيونَها
في تكاسل
المبيعاتُ تطلّ من بين رموشها
في تزاحم
وشذى بخور في الجواء يعبق
وجاوي
*
تأخذني المدينة بعد الاغتسال
إلى عوالم فتوحات الاسلام
إلى تاريخ سكانها
الأمجاد
إلى برنس الأجداد
وفقه ذوي الألباب
أنتشي.. وأنا أجوب دروبها العريقة
وأشقّ الأبواب
في صمود أسوارها
أسرار
في دهاليزها روايات ونضال
وكم تعشق السّماء
قباب المساجد الزرقاء؟
وكم يعشق الحمام التّبختر
في باحاتها العظام
وكم يُسعد الاسفلت باختفاء
ضجّة الأقدام..
*
يعجبني في سلاّتها الرّمان…
أحمر ، أحمر، أحمران
وابتسامة صفراء..
تفترّ عن ثغره
فتلوح منه حبيباته
المرجان
وكان يا مكان…
العيون في صمت
تنام..
غيمة تحطّ على المدينة
كأنها الخيام
فتعود السّكينةُ
وتعود إلى البخنسة
الأمطار..
Discussion about this post