مَن سرقَ ابتسامتي؟
كتبت عايدة قزحيّا لبنان 🇱🇧
ابتسامتي كانت
ها هُنا
رنّتُها كانت تملأُ
الدُّنى
وكانت مواسِمَ
فرحٍ وهَنا
ابتسامتي كانت
جميلة
صُنع اللهِ وَحيًا
وتنزيلا
كانت تزينُ وجهي
بألفِ آيةِ
بلا تصنُّعٍ
ولا تجميلا
ابتسامتي كانت
ربيعًا دائمًا
تغرّد كعصفور
فوق خميلة
ابتسامتي كانت
اسمي
كانت رسمي
وكانت فوق ثغري
ملكةً جليلة
أوزّعها بلا تقنين
أهِبُها بلا تلوين
مشرقةً..
نقيّةً..
صافيةً..
سلسبيلا
مَنْ سرقَ ابتسامتي؟
مَن أبعدَها عنّي
مَن حرَمَ طُهرَ
الثّلجِ سِنّي
مَن سرقَ أحلامَ
التّمنّي
مَن قوّضَ هيكلَ
المعبد
مَن عطّلَ بوصلةَ
المِصعَد
لِمَ التّجنّي
على آخر ما تبقّى منّي؟
ويلٌ لِلسّارقين…
ويلٌ لِسارقِي
حُلُمَ الأشقياء!
ويلٌ لِمغتصبي
أملَ التّعساء!
ويلٌ لِناهبي لقمةَ
الفقراء
ويلٌ لناهشيْ
لحومَ التّعساء
ويلٌ للْجُبناء
من غضبِِ
السّماء!
جبانٌ كلُّ مَن لا
يستطيعُ أنْ يواجهَ قوّةَ
الحُبّ
جبانٌ كلُّ مَن
يُزهقُ روحًا
خلقَها الله
جبانٌ كلُّ مَن
يجعلُ السّيفَ لهُ
رفيقا
والمدفع صديقا
مسكينٌ هو..
لا يعرفُ معنى
البطولة
مسكين هو..
لم يكشفْ في
الحُبِّ أصولَه
مسكينٌ هو..
لم تصلْهُ
الحضارة
تخلّفَ عنها
ولا يزالُ في عصرِ
الحجارة
هو لا يعرفُ أنَّ الفكرَ
سلاحُهُ الأقلام
وأنّ الإنسانَ مجبولٌ
بطينِ
السّلام
مَن يُهديه؟
مَن يُثنيه؟
من يُقنعهُ
بأنّه يقاتلُ اللهَ
في أخيه؟!
الويلٌ له..
ثمّ الويلُ..
ويلٌ للمطفِّفِين
والمرجفين
يومَ الدّين!
ويلٌ لهُواةِ لعبة
الموت
ويلٌ لهواةِ الأموالِ
يطمرونَ بها
مقابرَ الأطفال
ويلٌ لأمّةٍ
ماتَتْ فيها
الرُّجُولة
وعاشَ فيها
الرّجالُ
دورَ الطّفولة.
“السّلام حضارة”
Discussion about this post