رذاذُ الخطيئةِ في نشوة الذات
زينة جرادي
يا سيدي …
من سمح لك باقتحامِ مضجَعِ أفكاري
من سمحَ لك بسَرقَةِ زنبقتي البيضاء
من دسّكَ لاغتصابِ ظلالِ الهوى
العالقِ على سنابل عمري ؟
ألا تعلمُ بأنَّ رحِمَ الخطيئةِ يُمطِرُ خوفاً
وأنَّ الشتاءاتِ البعيدةَ غارقةٌ في وحل الضياء ؟
ألا تعلمُ بأنَّ رعشَةَ الروحِ تبعثُ على لَذَّةِ الانتصار
تُدوِّنُ أشكالاً هندسيةً في الفضاء
تَصبُغُ الريحَ بوجوهِ الاشتهاء …
يا سيدي ..
لستَ أولَ الرُّهبانِ الخاطئينَ في معبَدِ الشَّهَوات
ولا أوَّلَ النُّسَّاكِ في هياكلِ الجنسِ الصامت
ولستَ أوَّلَ الأتقياءِ في بحرِ الخطيئة …
هي حالُ الدُنيا
يومُ تقوى وغُفران وأيامٌ تدورُ في دوائرَ من التَّيَهان …
امسح جبينَ الشمسِ بِوِشاحِ توبَتِك
كُن زادي وزَوادتي في الآتي من الأيام
دعني أتوغَلْ في أنفاسِكَ، بين ثنايا روحِك
أُلاعِب النجومَ بأطرافِ أناملي
أسرِق الوقتَ من عَلياءِ رعشَتِه
أكونُ شهرزادَ الحكاياتِ في هواك
فأنا من صنعتُكَ من خيوطِ أفكاري
رسمتُكَ ظِلالاً على أوراقي
نفختُ فيكَ من روحي
لتكونَ القُبطانَ على سُفُنِ كتاباتي …
جسدي صارَ مَرساتَك
وأهدابي مَنارةُ اتجاهاتِك
فمن يُولدُ يا سيدي من وَهمِ الخيال
سيبقى خيالًا وإن عانقتِ الحقيقةُ أطرافَ عُريِه
Discussion about this post