بقلم … هدى البيطار
تبدأ آلام تلك الفتاة بكونها عرجاء ، عرجاء ثم عرجاء ، لم تكن تريد ذلك و لكن الأمر ليس بيدها .
اسمها منى العرجاء ، فتاة يفوق جمالها الخيال ، متزينة بأخلاقها ، نور على نور ، تعيش منى المسكينة مع زوج أمها الظالم ، علاقة تملؤها الشفقة ، مع أم متسلطة ، أحزان كبيرة و ما باليد حيلة .
لقد بدأ مرضها منذ أن كانت في سن الخامسة عندما لويت قدمها في أحد الأزقة القديمة ، كرهتها أمها فهي لم تعد تستحمل مصاريف علاجها ، منى تذهب إلى مدرستها بابتسامة مشرقة ، بأمل مملوء بالحيوية ، لكن معلماتها و أصدقائها يشتمونها و يحقنون في قلبها كلام لاذع ، لم يكن عليها إلا أن تصبر .
مرت الأيام و السنون ، أصبحت منى الفتاة اللطيفة امرأة ناضجة ، دارت عجلة الحياة ، أصيبت أمها بمرض خطير أودى بحياتها ، أما زوج أمها فتم وضعه في مستشفى الأمراض العقلية ، تزوجت منى من رجل به الحسن الكثير ، أنجبت طفلة سمتها أمل ، لأن أمل هذه الفتاة الواهنة هو الذي جعلها تمضي قدما و تصبغ الحياة بألوان الحب …
Discussion about this post