شعر د / سميرة طويل
أمُّ القرى خلفَ ظهرِ الليلِ ترتقبُ
كانتْ، وأمُّكَ نحو الوعدِ تقتربُ
يا مولدًا من كمالِ اللهِ أبدَعَهُ
نورًا إليه شموسُ الكونِ تنتسبُ
لما تناهى لِسمعِ الليلِ أنكَ
في الأبوابِ
نادى على أبنائهِ انْسَحِبوا
ولدتَ فابتدأ الإنسانُ ثانيةً
ميلادَهُ وابتدا التاريخُ والحقبُ
وأرضعتْكَ حليبَ الحلمِ فاخرةً
(حليمةٌ) فاستمدتْ حلمَك العربُ
أنهار خطوِكَ في الرمضاءِ ملتمسًا
أحوالها من جنان الله تنسكبُ
وسار عدلُكَ بينَ الناسِ فاعتدلتْ
حياتُهم واستوتْ في ظلِّك الرتبُ
فمنْ سيعدلُ ميلَ الأرضِ في زمنٍ
أحنى الرؤوسَ العوالي فاعتلى الذنبُ
يا سيدَ الخلقِ لي في مِدْحتي مُثلٌ
عليا بمدحِكَ ما غالوا ولا كذبوا
نهجتُ نهجَهمُ في الحبّ قابسةً
سنا معانيكَ حبي بعضُ ما يجبُ..
قِدْمًا أحبّوك مذْ (بانتْ سعادُ) ومذْ
(مُبَرّءًا جئتَ) حتى كلِّ ما كتبُوا
ألبستَ كعبًا ثيابَ العفوِ حين أتى
إليك يرجوك غفرانا ويحتسبُ
وأنت أكرمُ من يعفو وأجودُ من
يعطي وللجود والإحسانِ أنت أبُ
من ضوءِ شمسِكَ قد حاكوا قصائدَهم
فلايزالون… ما ماتوا ولاغربوا
فأنتَ وحدَكَ مذ خالطتَ قافيتي
سما بروحِكَ فيّ الشعرُ والأدبُ
فلاتزالُ كتابًا لا تغيِّرُهُ ال
أحداثُ مهما تناءى الناس وانقلبوا
آياتُهُ قَيِّماتٌ ضُمّنتْ قِيَمًا
فُضلى فأخلاقُكَ القرآنُ لا رِيَبُ
يا صاحبَ الخُلُقِ الأسمى الذي امتدحَ
الرحمنُ معناهُ لا زورٌ ولا كذبُ
سكبتَ روحَكَ في الصّحراءِ فاندلعتْ
نخلًا كريمًا فطابَ الظلُّ والرطبُ
والريحُ مدّتْ يديها كي تلقّنَها
مكارمًا وارتوتْ من جودِكَ السحبُ
قديمةٌ كلماتي غيرَ أنّ بها
شوقًا تجدّدُهُ الأقلامُ والكتبُ
بعيدةٌ منكَ تُدنيها محبَّتُها
إلى مقامِكَ يا مَنْ حبُّهُ نسبُ
ما كان أظمأَ قلبي فاغترفتُ له
من ماءِ نورِك كأسًا طعمُها عنبُ
فها هو الآن يتلو.. أنت سورتُهُ
وينتهي سجدةً تدني ويقتربُ
ويجتديكَ وصالًا لا انقطاعَ له
فأنت إذ قُطّعتْ أسبابيَ السببُ
غسلتُهُ بصلاتي من مواجعِهِ
عليك، فاساقطتْ عن قلبيَ الكُربُ
ولا تزالُ صلاتي فيك قائمةً
محمديّةَ عشقٍ دمعُها يثبُ
للشوقِ في قلبِها نارٌ يؤجّجُها
بعدٌ وهل غيرُ النوى حطبُ
صلّتْ عليكَ جميعُ الكائناتِ لها
في حبها المتناهي منطقُ عجب
ولي حروفي التي في مدحِك اءتلقتْ
كأنها والمدى يزهو بها شهبُ
Discussion about this post