كرة من اللّهب قلب هذا الشّيخ
وحديقة (زولن) خلف البيت
بأطراف مونيخ المُتجمّدة
مضيئة في الصّباح
بيضاء…بيضاء
كقطعة سُكّر
والأشجار أنصاب من الشّمع الداكن
تقطر عصافيرا
بين الحين والحين
تهبط على عجل
تنبش تحت المقاعد الخشبيّة
وصناديق النفايات المعدنيّة
وتعود للأغصان على عجل
لتتكوّر من جديد، مًكفهرَّة
أعشاش من الرّيش الحزين
– كم عمرك يا جدّ؟!
– في عمرك أو أقلّ يا شرّير.
آه لو أمسكتُ بك….
ويضحك الطّفل وهو يجري
والشّيخ يجرى
ويسبقه وهو لا يجرى
وتجري السّنوات خلفه
لتُمسك به وهي تلهث
– عيب عليك والله
تقول بنت صغيرة
وهي تقود جدّتها
ترمينا بكريات الثّلج هكذا
عيب عليك يا جدّ
وتنظر الجدّة مُبتسمة
وتغيّر وضع كفّيها اليُسرى
فإذا هيّ الحفيدة تمسك جدّة
وكأنّما االوقت استدار
وانقشع عن عينيه ركام
من تراب وغبار.
لم يبق في الحديقة سِواه:
شيخ في السّادسة والخمسين
بالكاد يُسنده عُكّاز معدنيّ
وحديقة بيضاء… بيضاء
وحده كان يجلس في نفس المكان
وحيث كبرت ابنته أمامه فجأة
وهي تجري مع الأطفال
وترميه بين الحين والحين بكرة من الثّلج
وهي تضحك…
تضحك…
تضحك…
– عيب عليك والله
تجلس في هذا الصّقيع وحيدا
ترمي الأشجار والعصافير بندف الثّلج
وأنت تضحك
وتتكلّم وحدك كالمختلّ
عيب عليك والله
– كم عمرك يا جدّ؟!
– في عمرك أو أقلّ يا شرّير.
آه لو أمسكتُ بك….
ويضحك الطّفل الذي كان يومًا
وهو يجري
والشّيخ وراءهُ يجرى
ويسبقهما الإثنين
وهو جالس لا يجرى…
(كمال العيّادي الكينغ)
23-1-2023
Discussion about this post