بقلم … زهرة الطاهري
كل يوم كان يمر لا يمر
لأن جحيمه يستمر
ويعيش معنا منذ أول الصباح
لا أدري إلى أي حد هو مُر
لكن أعرف أنه لا يحلو
ولو برشاش العسل وقنابل السكر
كل يوم من حياتنا
لا يتحول أبدا إلى ذكرى
إنه حي
و يشاركنا الحديث والحمام والمرايا
يخرج من أية فكرة
نحاول فيها ان نطير
يفصل التيار الكهربائي
عن الشعور
فنعيش مرة أخرى نفس اليأس
ونحرج بظلمتنا المفرطة
أمام النور
لا وجه لنا في الغرفة
لا أطفال شغبنا
يركضون بخفة
إلى الخارج
لأن الجيران
أقفلوا عليهم مع الظلام
وناموا بلا طيور
كل يوم كان يطعمنا بنفس الملعقة
ويشد الخاصرة بحزام زجاج مكسور
كل يوم كانت حياتنا معلقة
كما يتعلق جائع بقشور
كل يوم كان طعنة طعنة بؤس متدفقة
كل يوم كان يحلق بنا
في دوامة المشنقة
ولا يزال يصنع لنا نفس الحبل
من ثيابنا الممزقة
كأن الأمل
ربطة شوك مقلقلة
وكأن الليل
يَلُف عنق الشمس المشرقة
كل يوم كان يمضي
كان أبدا لا يمضي
فهو كان معنا يمشي
بقبح الملامح/بانعدام الحظ
وبمرارة العيش
ولا أعرف إلى أي حد
كان جارح ومؤلم
لكنه كان يبدو كأن أرى
كل يوم دفن أحبائي
والحديث لآخر مرة مع جثت أصدقائي
ومرافقة نعشي
Discussion about this post