“صورةٌ على جدارِ التاريخ”
هبة ماردين
هناكَ في ركن روحي الهادئ
يرنُّ وقع خطاكَ
القادم من الطريق الوعر
بين روحي وهيكلي
كلما تظاهرتُ بالتمردِ على حبّك
أراني أحبّك أكثر…
أعانقُ روحكَ السراب
وأنطفئ بعد ذوبانِ العمرِ
لأعودَ إلى صورتي الأولى
حين كنتُ صلصالاً ندياً
فأجبِلُ بعضي المنكسر
وأعيدُ هيكلتي…
داخلَ شرنقةِ كلماتكَ الضبابية
لأخرجَ أكثرَ وضوحاً
بعد الانقشاعِ اللا مرئيّ
وأحيا صورةً على جدارِ التاريخ
لتقرأني ذاتي بعد حين !!
حين تتوارى الرّوح خلفَ قضبانِ الذكرياتْ
فيشعُّ بصيص أملٍ…
مازالَ حديثَ الولادةِ
من رحمِ أبجديةٍ سُطّرَتْ بلا حبرٍ
وحروفٍ لا معاجمَ تعترفُ بها
حينها سأدركُ أني…
لستُ أنا
ولستُ من هذي الحياة
ولا من تلك
فكلّ العوالِم لا تنسبني لها
إذاً لأيّ عالمٍ أنتمي؟!
وأيّ مجرةٍ يسيرُ فيها كوكبكَ؟
لأبحثَ عن ذاتي التائهة بك
ومن بين عوالم حروفك
ألملمُ بعضاً من بعضي المنسيّ
أذكرُ أنّه يوماً ما كان لي…
وسقطَ مني على حين غرة
يوم ودعتُ روحي…
وأودعتُها عندك
وعدتُ أدراجي….
جسداً مقفراً
وهيكلاً مصلوباً على هيئة أنثى
تستعطفُ حفنةَ حياةٍ
توراي بها موتها الخفيّ
****
هبة ماردين
Discussion about this post