مفيش حد فينا مش بيدعى بحٌسن الخاتمة ..ومفيش حد مش بيتمنى حٌسن الخاتمة وبيعمل جاهداً أن ينال تلك المنزلة العظيمة التى تجعله من السعداء ..
حٌسن الخاتمة فوز لمن رضي الله عنهم ولكن
كيف ننال حٌسن الخاتمة ..؟!
أظن أنها التقوى والإخلاص
إخلاص النية فى القول والعمل . لأن هذا سر بين العبد وربه .
فكم من مٌنفق وحافظ للقرآن و كثيراً مِن مَن ماتوا فى الحروب ، ماتوا ولم ينالوا حٌسن الخاتمة … لماذا …؟!
لأنهم لم يخلصوا النية وكانوا يبتغون شيئاً آخر غير وجه الله سبحانه وتعالى .قال تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب:23-24]
فإن صدق العبد مع الله بالطاعة سلك به طريق المصلحين ، وختم له بالحسنى ، ولو لم يعمل من الأعمال إلا القليل .
روى النسائي -وغيره- عن شداد بن الهادي -رضي الله عنه – جاء رجل من الأعراب إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فآمن به واتبعه ، فقال : أهاجر معك. فأوصى به بعض أصحابه ، فلما كانت غزوة خيبر غنم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا فقسمه، وقسم للأعرابي فأعطى أصحابه ما قسمه له ، وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال : ما هذا ؟! قالوا : قسم قسمه لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه فجاء به إلى النبي صل الله عليه وسلم فقال : ما هذا يا رسول الله؟!
قال : “قسم قسمته لك” فقال الاعرابي : ما على هذا اتبعتك . ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا وأشار إلى حلقه بسهم فأموت فأدخل الجنة. فقال : “إن تصدق الله يصدقك” ثم نهض إلى قتال العدو فأتٌي به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مقتول فقال ” أهو هو …؟ ” قالوا نعم
قال “صدق الله فصدقه” فكفنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في جبته ثم قدمه فصلى عليه وكان من دعائه له “اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك ، قٌتل شهيداً وأنا عليه شهيد”..
ومن وجهة نظري المحدودة جداً .. أظن أن من علامات حٌسن الخاتمة أن تموت ولا يوجد فى رقبتك مظلمـةً لأحد
يعنى تموت وأنت مظلمتش حد ، مكسرتش قلب حد ولا وجعته .
مأكلتش مال اليتيم . ولا أخدت ورث أخواتك . مظلمتش مراتك ولا جيت عليها . ولا الست ظلمت جوزها وحملته فوق طاقته ،
مظلمتش أبوك وأمك بالعقوق والقسوة . مظلمتش ولادك لما سيبتهم من غير تربية ولا قدوة ولا سند . مظلمتش جيرانك وأصحابك ولا الناس لما كنت مصدر أذي ووجع وخذلان وعدم أمان لغيرك …
لذا لا نٌنصب أنفسنا قضاة ونوزع صكوك الشهادة وحسن الخاتمه كيفما نشاء ، ال مات فى حادث شهيد وال مات فى الحرب شهيد ..وال مات كذا وكذا شهيد ،
فرب العباد له حكم آخر ،
سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وهو سيد الخلق وأشرفهم مات على فراشه ونال حٌسن الخاتمة …
أبو بكر الصديق ( وهو من هو ) مات على فراشه ونال حٌسن الخاتمة ..
عمر إبن الخطاب مات مطعوناً
ونال حٌسن الخاتمة ..
عثمان إبن عفان مات مذبوحاً
ونال حٌسن الخاتمة ..
على إبن أبي طالب مات إغتيالاً ونال حٌسن الخاتمة..
أبو عبيدة إبن الجراح مات بالطاعون ونال حٌسن الخاتمة..
خالد إبن الوليد حارب ما يقرب من مائة معركة ونجا منها جميعاً ومات على فراشه ونال حٌسن الخاتمة..
حُسْنَ الخاتمة
أن تموت سليم القلب طاهر النوايا وحٓسن الأخلاق ؛ لا تحملُ غلاً ولا حقداً ولا ضغينةً لمسلم .وتذكر قول الله(إلا من أتى الله بقلب سليم)
حٌسن الخاتمه ليس أن تموت فى سبيل الله فقط ،
ولكن أن تعيش فى سبيل الله أيضاً..
فشتان بين هؤلاء الذين يعيشون حياتهم كلها فى سبيل الله ، المستعدين للآخرة طيلة الوقت فإذا جاءهم الموت خُتم لهم بخير ،
ومن يعيش حياته مغروراً بدنيا فانية وتٌقبض روحه وهو مازال يحسب حساباته الدنيوية .
فأبو ثعلبة الخشني ومجاهد بن جبر ماتا وهما ساجدان لله تعالى ..
وعبد الرحمن بن أبان بن عثمان يخرج من بيته إلى المسجد فيصلي الضحى وتقبض روحه في المسجد ، ويحيى بن عمار يموت وهو يفسر سورة القيامة ، وأبو زرعة المحدِّث يفارق الدنيا وهو يسرد سند حديث ،
وعبد الحميد كشك الذي أحب يوم الجمعة إغتسل في آخر جمعة له في الدنيا وتطيّب وتهيأ للذهاب إلى المسجد فصلى ركعتين وفي الركعة الثانية قبضت روحه، رحمة الله عليهم أجمعين …
قال تعالى (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ) [إبراهيم27]
اللهم أَحسنْ عاقبتَنا في الأمور كلِّها وأجرْنا من خزي الدنيا وعذابِ الآخرة وتوفنا وأنت راضٍ عنا
وردَّنا إليك رداً جميلاً غير مخزٍ ولا فاضحٍ .
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك .. وأرزقنا حٌسن الخاتمة…
والسلام …
Discussion about this post