بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي
لقد عانى الوالدين الكثير من الأبناء حتى يصلوا بهم إلى أعلى مكانة في الحياة ، لذلك نجد مقام وشأن الوالدين عظيم في الحياة عند الله عز وجل. لقد أوصانا الله ورسوله بضرورة إرضاء الوالدين وبرهم في الحياة وبعد الممات بالدعاء لهم ، وعلى الإنسان أن يبذل قصارى جهده طيلة الحياة من أجل بر الوالدين وأن يقتنص تلك الفرصة للفوز برضا الله ورسوله . ومعنى أن يُعقّ المسلم بوالديه أن يسيء إليهما ،ولا يحترمهما
ويجرحهما ، وقد يذمهما ويشتمهما ،بالإضافة إلى التأفف في وجههما .
أما عن أسباب عقوق الوالدين كثيرة أهمها مايلي :
*سوء تربية الإنسان ، فإن لم يُربِّ الوالدين ولدهما على التقوى ، وطاعة الله وخشيته ، فإن هذا سيدفعه إلى عقوقهم دون الخوف من عواقب ذلك.
*من الممكن أن يكون الوالدين هم السبب من خلال التمييز بين الأبناء وهنا يحدث الكره والحقد ويقدم الشخص على فعل كل ما يغضب الوالدين.
*رفقاء السوء ؛ فإنهم مفسدة الأولاد ،وعلى الوالدين أن يكونا حريصين على اختيار ولدهم لرفقائه .
*عقوق الآباء للأجداد ؛ فإن عقوق الأبناء لآبائهم ما هو إلا عقاب من الله تعالى لمن عقّ والديه؛ فالجزاء من جنس العمل.
*تفضيل الراحة على التعب ، فقد يجد البعض أنه من الأسهل عليه أن يضع والديه في دار رعاية المسنين ، وذلك حتى لا يتعب عليهما ويرتاح منهما .
*قد يجهل الكثير من الأبناء قيمة الوالدين إلا بعد فوات الأوان وتوفي الوالدين ويصبح وحيدًا في الحياة.
لقد نهانا الله ورسوله عن عقوق الوالدين وجعلها من الكبائر وشدد العقوبة على من يقوم بعقوق الوالدين لما لها من آثار سلبية ، وأضرار لا تعود بالنفع على العاق والتي منها أضرار دنيويه وأضرار في الآخرة.
أما عن الأضرار الدنيوية هي:
*لا ينطق بالشهادتين عند اقتراب الأجل.
*يذل الله العاق في الدنيا ويخزيه
*نزول المصائب عليه وكثرتها .
*يُطفيء الله نوره ، ولا يحبب فيه خلقه .
يضيق الله الأرزاق على الشخص العاق ملعون من الله والملائكة جميعًا ،يغلق الله عز وجل أمامه أبواب السماء عند الدعاء أو عمل الخير .
أما عن الأضرار في الآخرة هي:
*لا ينظر الله لهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا تُقبل أعمالهم ، يعذبه الله عذابًا شديدًا في قبره.
يؤخّر الله سبحانه وتعالى دخوله للجنة لآخر الناس.
لو تأملنا آيات القرآن الكريم لوجدنا أن في آيات كثيرة ربط الله سبحانه وتعالى عبادته ورضاه عن عبده ببرّ الوالدين ورضاهم، منها ما يقول في كتابه الكريم في سورة الإسراء:”وقضى ربك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحسانًا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِ ارحمهما كما ربياني صغيرًا.
من هنا يترتب على الأبناء تلبية النداء والتوقير والتشاور وحسن المعاملة
والاتصال بهم وقضاء الإحتياجات لكليهما .
Discussion about this post