بقلم … القاص طارق حامدي
كان صديقي الجحش في إصطبله الصغير بائس وحزين ..
متكئ على نمارق من قش خشن وأرض فلاة والدمعة في بؤبؤ مقلتيه ..
يضع حافره على خده وامامه كأس من بيرة شعير يبدو أنها مغشوشه فقد اشتراها من عند حانوت صاحبه عربي خالي من كحول الأخلاق وكل الفضيله .
وسيكارة شعير مسوسه من السعر الزهيد يمسكها بأطراف حدوة يده .
عندما شحنقت امامه شحنقة سلام فيه من الود والمحبه فأشاح وجهه ولم يرد السلام ولو ببنت شفة من شحنقه وكأنه متوجس من فصيلتي الحيوانيه المترديه.
.معه حق ..
هكذا قلت في سر نفسي لانه لا أمان لنا فوق هذه الارض أمنا فنحن محتالين وكذابين ومنافقين ونتلون كاالحرباء نميل حيث الريح مالت .
سوداوي ومتشائم كان .. وقلقا حد الدهشه وبحالة إضطراب.
أيضا بررت له ذلك ..
لقد حاولوا من خدمهم طيلة فترات تاريخه من عمره وبعد نسل عظيم من تلك أمة جحاش أن يحاولوا قرضه وتبديله بصناعة حديديه حضاريه قتلت من اخترعها من الإنسان الماكر الذي عبث بأمه الأرض فأفسد هوائها وماءها وعاث بها في كل خلية من جسدها .
هل هذا هو جزاء الاحسان .
قلت في سر نفسي أقرب شيئ لأي مخلوق معدته فخرجت واحضرت بعضا من شرائح الشعير وكبابها المدروش وحلويات من برسيم ليس صاحبها عربي فيعلم الجحش من طعمها أن العربي يغش أمه وابيه وصاحبته وبنيه واشتريت له تبغا من الشعير العالي الجوده مالبوري الطعم ولترا من البيرة الصافية النقيه من عند حانوت افرنجي والبسمة تعلو وجهه ..
مرة قال لي الجحش ذهبت لأشتري باكيت دخان من التبن ومن عند محل عربي فشاهدت صاحبه كأنه قارض الله طحنه وكأنه يعطيني صدقه ويتمتم كاالببغاء بأدعيه قال من أجل جلب الرزق الوفير ولتغطية ما يقوم به من جراثيم عمل في سره ..وحاطط فردة حذاء صغيره مدخل لمحل كي لا احد يصيبه بالعين وخرزه زرقاء كبيره في وسط الحائط تحت لوحه فيها ايات قرآنيه للخدعه ..وعندما همس له أحد زبائنه يستفسر عن أمور الورثه لاخواته البنات فإمتعظ وبحلق فيه وهمهم بلئم ..
– شو رأيك نعطي للغريب تعبنا واذا كان جوز اختنا.
عندما احضرت له كل ذلك كي أرشيه وشريط مسجله عليه اغنية لنجاة كي يفرفح قلبه فشحنق مبتسما وقال
– أستغرب منكم فإذا شاهدتني انا على هذه حاله من الإكتئاب فيجب ان تعذرني ..
لقد تركني الجميع وحيدا وهاجر ولم أستطع الهجره إلى أية بقعة من هذه الأرض واستغرب من الناس الذين يدلون النصيحه ملفوفه بورق المكيده ..يعني مبارح اسمعت من آذاني الطويلتين أن فلان ومسؤول وصاحب وجاهة ذهب ليصالح زوجة مواطن مختلفة مع زوجها بحجة من مشى بين الناس مصلحا وهيك علاك جبر خاطر بحجة هي لله ..لكن في اعماق ذاته ينظر إلى تلك الزوجه ويحاول الاقتراب منها واللعب عليها .
ضع لي صوت نجاة كي أنتشي قليلا وهات ما احضرت من مغريات فقد سمعت بالأمس رجل من فصيلتكم الجحاش الانسيه يعشق جحشة وهي تعنظز اي ترفس اي تتمرد عليه بمكر وفي داخلها كمشة من كلمات شعير مغشوشه ترش بها لخرفانها وتريد ان تتملك الجميع ولكن لا تريد احد .هي مريضة نفسيا تحب ان ترى جنسكم مسحوق تحت قدميها تحب الساديه انا اعلمها جيدا كجحش درويش لكن انكم انتم لا عقول لكم البته ..تلدعكم تارة بالعاطفه وتارة بالجنس وتارة بحلوى الكلام وانتم كاالانعام بل أضل سبيلا تصدقوا كل ما تقوله ..وتدعي احيانا انها بحالة يرثى لها مضطربه ومتشقفه وسوداويه كي تشفقوا عليها ثم هي تضحك عليكم في سرها ..وكثير من اترابها من نفس المدرسه .
فنصبحه من جحش غار اصللي دعك من تلك الأتان فهي تعيش حالة انفصام من السواد المعتق والمضطرب ودع النار تأكل كرشتها وفؤادها إن حملته من الداخل.
وانا اقول لك ايها الجحش الادمي ..
تقبل حياتك كما هي مبتسما ولا تركن إلى حائط احد ليحميك أو كي ينهض بك سينهار ذاك الحائط وكن أنت لا هم ..
ودعهم في غيهم يعمهون فكل مفردات خرجت من جنسكم إرمها بأقرب مكب وهي هراء .
انا تعبت من الكلام فضع لي طربا وما احضرت وتعال لنأكل ولنشرب نخب لحظتنا السعيده التي ستخبوا بعد لحظات لتدخل تخوم الزمن .
فصدحت نجاة..
وباشرنا بالطعام بعد أن دبت السعادة في أرواحنا..
وللقصه بقيه ..مع @ أم قتيبة
بقلم … القاص طارق حامدي
Discussion about this post