الأديبة د. عايدة قزحيا تكتب….
ذاك الّذي نخاف منه ونقيس سرعة جريانه بمقياس شعورنا، فنحسبه قطارًا سريعًا في أفراحنا، وسلحفاة عجوزًا في أحزاننا، فننعته حينًا بالخيانة، وأحيانًا بالغدر وهو في واقع الحال أوفى صديق وأخلص رفيق، ولا يراه غير ذٰلك إلّا من جهل مغزاه وغابت عنه حكمته، ولم يستطع أنْ يرى في تحوّله الدّائب، وتقلّباته المستمرّة حركة الحياة وديناميكيّتها والخروج من رتابتها.
فكم وكم بدّل من أحوال النّاس!
مرّةً رفعها، ومرّة أخرى أنزلها من عليائها، فمَن رفعه أحبّه واعتبره منصفًا وعادلًا، ومن أخفض جناحه وكسر مهابته اعتبره جاحدًا وظالمًا لا أمان له.
وما الزّمن إلّا دولاب يدور
ونحن فوقه أرقام عبور.
عايدة قزحيّا
“تأمّلات”
Discussion about this post