الأديب جمال الجلاصي
لم أكتب قط من أجل كسب الأموال أو الشهرة أو استمالة قلب فتاة، أنا أكتب من أجل استمالة قلب هذا الكون… لو لم يكن هناك معنى أريد اقتلاعه من قلب الكينونة عن طرق هذه الكتابة لكان من الممكن حينئذ أن أكون سعيدا دون كتابة…
هذه الكلمات تبدو كبيرة ومغلفة بإتقان يبعث على الرهبة أو السخرية، لكنها صادقة وحقيقية! أنا أكتب إنصافا للكتابة ذاتها باعتبارها خزان التاريخ وحافظة ذكريات هذا الكون…
وهي ـ الكتابة ـ التي أوقفت التتالي العبثي للحياة كبقاء لا يراكم معانيه… وسمحت للإنسان بالنظر إلى أعماق نفسه التي بدأت تصنع الحضارة وأعماق هذا العالم الذي هو مسرح الإنسان…
أعلم هناك أناس كثيرون، بل أغلبية الناس يولدون، يفرحون ويحزنون، يحبون ويكرهون، يتزوجون وينجبون أولادا دون أن يفكروا في الكتابة ولا في المعاني المجرّدة، ولا يهمهم جوهر الإنسان وحقيقة الكون… ولكني أعلم أيضا أن الذي يصنع التاريخ، والذي يخرج هذه الحياة من برودها وحيادها هو الذي يمسك القلم سواء ليكتب قصة حب أو معادلة رياضية أو رسما هندسيا لمعبد أو مدرسة…
– الأوراق المالحة –
Discussion about this post