الكينغ يكتب (صباح 14 جانفي / صباح عيد الثورة)
وقف الصّبيّ صباح عيد الثورة
في سّاحة المدينة
يُراقب المشهد، مُنبهرُا.
إنّه عيد الثّورة العتيد.
14 جانفي، المجيد.
وقف الجنود صفّا واحدًا
ترسانة من الدّخان
والأوامر والحديد
و ككلّ عيد
يتهيّؤون لإعدام الشّاعر..
من جديد.
كان الصّبيّ يحمل بالونة حمراء
ومليئة بالهواء.
أنصت الطّفل بإنتباه للشّاعر
وهو يلقى بوصيّته الأخيرة…
كان الشّاعر الجريئ يصيحُ:
– (لا تهادن..لا تُهادن..).
ثمّ وكأنّ الوقت إستدار.
وانقشع عن قلب الصّبيّ غبار…
وكأنّما شهاب من النّور أو النّار,
خطف الأبصار والجنود
وخطف معهم الشّاعر وطار.
لم تبق غير قبضة من كلمات.
تكوّرت على شكل بالونة خضراء بديعة.
تهجّأ فيها الصبيّ كلمات الشّاعر
وردّدها مرّات ومرّات:
– (لا تُها..دن..لا تُهادن….)
و حفظها في صدره…
أعجبته الكلمات وأذهلته.
فترك بالونته الحمراء,
وإنطلق يكبر
ويفاخر أترابه
بجملة خضراء، تنبض في صدره.
********************
د. (كمال العيادي الكينغ)
Discussion about this post