السِحرُ في لُغَتي …

كلمات الشاعرة … نهى عمر

طالَعْتُ في صُحُف الأكوانِ أحرُفَهُم
أينَ الجمالُ وعطرُ القولِ والنَغَمُ ؟

لا أستَلِذُّ بِصوتٍ جالَ في سمعي
في الحرفِ سِرٌ وَسِحرٌ يُرتَجى عَلَمُ

لَإنْ سَأَلتَ جَميعَ الناسِ عن هِبَةٍ
تَسمو بأصحابها ما تَرتقي القِيَمُ

لَمّا رَأَوْا عِوَجاً في نُطقِ ألسِنَةٍ
هَبّوا أَماجِدَ قومٍ نَصرُهم شَمَمُ

كم مِن لغاتٍ بهذا الكون تجرفنا
نحو الضلالِ وفيها السوءُ يَرتَسِمُ

أعداؤنا بِمَعاني الطُهرِ قد وَلَغوا
لِكي يَضيعَ على أجيالِنا الحُلُمُ

هذا لسانُ كتابِ اللهِ يحفَظُهُ
به العَلاءُ وفيه الدَهرُ يُختَتَمُ

شعوبنا صَدَّت الأغرابَ عن لغةٍ
مهما تَغَوَّلَ بالتَجهيلِ مُنْتَقِمُ

مِنا العلومُ لكل الكون قد وصلت
كالغيمِ نحنُ ونحنُ الغيثُ والنِعَمٌ

والضادُ في لغتي عن غيرها شَرُفَت
تَفَرَّدتْ بِجَمالِ الشِعرِ مُذ نَظَموا

بِكلِّ عِلمٍ تَعابيرٌ لَها عَبَرَتْ
جَمْعُ اللغاتِ فلا زادوا ولا كَرُموا

مَن يبذُل الجهدَ للتعليمِ في قِيَمِ
هو الرَفيعُ فلا زَلَّتْ بهِ القَدَمُ

ذِكْرٌ لهُ ويَطيبُ الفِعلُ مُزدَهِراً
مَن صانَ للعَرَبيِّ الحرفَ يُغتَنَمُ

على الجَبينِ لِكونٍ ظالِمٍ نُقِشَت ..
آياتُ رَبّي، لَها قد دانت الأُمَمُ .