من أفضل القصائد التي قرأتها سنة 2022، هيّ قصيدة للشّاعر التّونسيّ Abderrazak Messaoudi…وهو من أرقى وأنقى وأنبل الشعراء التّوانسة و العرب وأكثرهم تمكّنا من تفعيلة الخليل…لكنّنا في زمن الموز والقردة والعهر الأصيل…إضغط برفق على الصّورة لسماع التّسجيل…(الكينغ)
————————————————
×× نسرين أجمل مِن قصيدتها .. ! ××
(للشّاعر التّونسي: عبد الرّزاق المسعودي)
العام يُوشك ينتهي..
كُتبٌ مُمزّقة
وأوْراقٌ
وأشواقٌ
وروائح الصّيف تضُجّ بها الحقولْ.
نسرين في فستانها القمرِيّ مِثل
غزالة .
هِي أجمل من قصيدتها
وأبْهى من صدى الأعراس في
ليْل القُرى ..
عينان من عسل مُصفّى.
ويدان سُنبلتان..
خِصرٌ كأنّه رغْوةٌ..
وأنا كبحّار تُطوِّحُه السيولْ ….
.. بعد يوميْن تغادر في اتّجاه
مدينة ” الكاف ”
وتتركني أُمنّي النفس أن
أرِث الصّهيل عن الخيولْ.
وقفت أمامي ثمَ قالت في ذهولْ:
ـ الحُلم أجمل من تحقّقِه فكُن
حُلما لأحلمك
وكُن ُحلما يطولْ.
كُن فكرة حُبلى
بألف بداية مجنونة
إنّ البدايات البسيطة كلّها
دوْما إلى ضجر تؤولْ..”
نسرين يرجُف قلبُها
ألقت بظهرها نحو جذع
شجيْرة و… بكت.
ـ ” فيم تفكّر..؟ ” .. علّقتْ والدمع
يكسو خدّها.
ـ لا شيء يا نسرين…
الحزن آخر أصدقائي
والصّمت مُنتهى ما أقولْ.
قلبي كتذكرة رماها مسافر قد
أخطأ الطُّرُق ففكّر في النزولْ…”
ـ هل أنا حقًا قصيدتك ؟
ـ كان يمكن أن تكوني قصيدتي
لو أنّ برقا خاطفا
أصغى إلى ظمإ السنابل في الحقولْ…
لكنّنا
كنّا إلتقينا في زمان مُقفر
لا غيْم فيه
ولا سنابل
لا حياة ولا هطولْ.”
… نسرين تشرق بالكلام ولا تقولْ.
ها هيَ الآن تُودّعني ..
سحبتْ يديْها من يديّ واستحالت
، مثل أوّل ما رأيتها ، فكرةً..
بعد ساعات تغادر في اتَجاه
مدينة ” الكاف ” فتحضُنها
الفُصولْ.
قالت “أحبّك ” و استدارت كيْ
تُحاكي غمامة
و.. مضت كحُلم غامض.
و هفتْ إلى شيء بعيد لا يُسمّى ولا يزولْ
(Abderrazak Messaoudi)
Discussion about this post