أغرب وأصعب تكريم لنجم بعد وفاته …. قبل وفاة عبدالحليم حافظ بسنوات قليله عرض عليه الأمير خالد بن سعود ديوان شعر لكى يختار منه قصيده ليغنيها وكان إسمها ” من تكون ” فأعجب حليم بالقصيده جدآ وطلب من الأمير خالد أن يضيف كلمه إلى عنوان القصيده وهى كلمة حبيبتي ليصبح عنوانها “” حبيبتي من تكون “” ثم أعطاها لاسطورة النغم بليغ حمدى الذى لحنها بابداع مذهل ..
ثم قام حليم بتسجيل القصيده كامله ” صوت فقط ” بعد أن قام بتعديل وإضافة بعض الكلمات لتتناسب مع حالة حب من طرف واحد كان يعيشها عبدالحليم .. ولكن الأمير خالد اعترض على التعديل ورفض ظهور القصيده للنور بصفته صاحبها ..
فتم تجميد القصيده باستديو مصر الذى سجل فيه القصيده كامله صوت ولحن وعزف .. وبعدها سافر غاضبا إلى بيروت بصحبة بليغ حمدى والشاعر محمد حمزه .. وهناك حكى حليم حكاية الفتاه التي أحبها وكان عمرها وقتها ( 17 سنه فقط حيث كان حليم صديقا لجدها الوزير ) ولكن بليغ ومحمد حمزه رفضوا بشده فكرة هذا الحب وقالوا له : لأ يا حليم دى صغيره عليك شويه ماينفعش يا حليم احذر ده حيبقى حب من طرف واحد ..
ولكن أصر حليم على هذا الحب وفور عودته إلى مصر ذهب إلى بيت جدها الوزير لكى يخطبها وعندما رآها وقبل أن ينطق بكلمه واحده بادرته هى وقالت له فى فرحه بريئه : أنا اتخطبت حتيجى تغنى فى فرحى يا عمو ؟ فانصدم صدمه قاسيه لأنه كان قد احبها فعلآ … ثم توفى ساحر القلوب عام 1977 فى 30 مارس ثم بعد وفاته بأربع سنوات فى ذكرى وفاته قرر مجدى العمروسى مدير أعمال حليم ومدير الشركه المملوكه له أن يكرمه فى ذكرى وفاته عام 1981 وأخذ يجتهد ويبحث عن مكان الغنوه حيث ذهب إلى ( نصرى عبدالنور ) مدير استديو مصر بعدما علم أن حليم علق أسطوانة تسجيل القصيده مجمده فى استديو مصر ليطلب أسطوانة القصيده فوافق نصرى عبدالنور وقال له لكن عليك أن تستأذن رئيس مجلس إدارة استديو مصر الذى وافق بدوره ولكن بعد أن تدفع الشركه 20 ألف جنيه حقوق الاستديو فوافق مجدى العمروسى وسدد المبلغ على الفور واستلم الاسطوانه .. ثم كلم الأمير خالد بن سعود الذى وافق على الفور ودون أى مقابل وبالتعديلات التى وضعها حليم .. وكلم أخيرا أسطورة النغم بليغ حمدى صاحب اللحن الرائع وطلب منه أن يطيل زمن القصيده بعض الشيء لكى تصلح أن تملأ شريطا غنائيا كغنوه واحده .. فقام بليغ بإطالة المقدمه الموسيقيه قليلا ثم أبدع فى موسيقى النهايه بما يوحى فنيا بأن حياة عبدالحليم حافظ بحلوها ومرها واحداثها قد إنتهت للأبد .. وبالفعل ظهرت القصيده للنور فى ذكرى وفاته 1981 ونجحت نجاحا اسطوريا لدرجة تسابق الجمهور على شراء نسخ من ( شريط الأغنيه أيامها ) فى مشهد غير مسبوق لكونهم كانوا فى إشتياق يملأه الحزن والحسره على حليم ..
الملفت أن مجموعه كبيره من النقاد والمتخصصين أقاموا ندوه خاصه فى حفل جميل واتفقوا باجماع على أن هذا المقطع من غناء عبدالحليم للقصيده كان يحمل أعلى درجات الإحساس فى تاريخ عبدالحليم فعلآ ** لاتخافى واهدأى ياصغيرتى ولا تبالى اننى يا حبيبتي أخفى هواكي عن العيون فكيف منى يعرفون حبيبتي من تكون ** غنى هذا المقطع من أعماق قلبه وبإحساس يهز مشاعر البشر بقوه …
ألله يرحمك يا حليم
Discussion about this post