مات سمير…
وسور بيت مُحمّد على حالهِ
– كيف يصل البريد إلى بيُوت بلا عناوين ؟!
– فواتير الكهرباء والماء تصل بانتظام
– هل ماتت أمّك رِبحْ ؟!
– هيّ هناك عند أوّل السّور
بقبر أمّها القديم، عند شجرة الكافُور
و فتحة السّور نفسها…
على بعد خطوتين.
كلّ البيوت بشرفات ومن طابقين
وسُور بيت مُحمّد على حالهِ
– لمْ يتبقَ من رشم واحد على الجدران
– كلّها كانت: (أحبّكِ للأبد…)
والأبد في حيّنا الشّعبيّ
عام أو أقل
كُنّا تخربش الحيطان بالمسامير.
– يطلون الجدران الآن كلّ سنة
– أثرياء إذن ؟
– السّماء ذهب…والملابس المُستعملة أيضًا.
– أثرياء إذن ؟
– في كلّ بيت مُكيّف للهواء وحمّام من الرّخام
– في حومة علي باي ؟؟
– يتاجرون بالسّماء والملابس المستعملة.
– وكيف مات سمير ؟!
– هكذا فجأة… رأى مركبة الموت فتعلّق بها
– كان يجري وراء كلّ عربة وهو صغير
– ما كان ينبغي أن يموت، لم يكد يُكمل الخمسين.
– هوّ هكذا…. أنت تعرف طباعه.
ونحن نبتعد عن حومة علي باي
كان سمير يراقبنا حزينًا….أظنّه كان يبكي.
هوّ هكذا، منذ الصّغر
يتشبّث بكلّ عربة تدخل حومة على باي
ثمّ يبكي، حين يسقط.
حين إلتفتّ آخر مرّة
كانت كلّ البيوت قد اختفت.
هكذا فجأة…
حتّى سمير تبخّر
كنتُ وحدي
وحدي تمامًا
وسُور بيت مُحمّد على حالهِ
د. (كمال العيّادي الكينغ)
01-12-2022
Discussion about this post