…و أكادُ من فرط العشق
أن أغرس عيني في كلّ شبر
وأسقيه بدمعي
فلي بكلّ شبر فيها حرث.
ولي بكلّ شبر يحاذيه، زرع.
وأكادُ أداري نعال حذائي، مُعتذرًا
و ألتقط كل حجرٍ صغير
من الطّريق المترب
وأبُوسه مرّتين
ثمّ أضعه تحت الحائط
أو جانب الرّصيف
حتّى لا تطأه أحذيّة العابرين
ولولا أن يُساء بي الظّن
أكثر ممّا يُساء
لناديتُ بمنع النّعال في القيروان
فكلّ القيروان حصير
من الذّكريات
وكلّ القيروان كانت قباب.
وكلّ القيروان عتبات.
وكلّ القيروان …بابٌ
*****
و الذي أبكّاني،
أنّني …
لم أعدْ قادرًا
أن أحمل هذه القيروان
على كتفيّ.
وأدور بها الدّنيا
وقد وَهَنَ جسدي.
وأمضغ لها،
لتأكل من فمي.
وأشرب لها,
فتزهر من جديد
في حلقي
ودمي…
*****
سبحان ربّي،
ما أعجب القيروان…!
فيها سرٌّ، كالقرآن…
فكلّمَا قلتُ في سِرّي:
– ليْسَ لِحَبيبتي شَفَتَانْ.
وَ ليْسَ لَهَا نَهْدَانِ.
لاَ. وَلاَ سَاقانْ.
لحبيبتي:
وَجَعٌ دَفِينٌ.
وَلَهَا سُورٌ قديمٌ.
وَصَوْمَعَتانْ…
ردّد الكون كلّه،
صدى صوْتي:
مُهلًلا
ومُكبّرًا،
في آن:
– قَيْرَوَااااااااااااااااااااااانْ…
رَوَااااااااااااااااااااااااانْ…
وَاااااااااااااااااانْ…
وَاااااااااااااانْ…
وَاااااااااانْ…
وَاااااااانْ…
وَاااااانْ…
وَاااانْ…
وَااانْ…
وَاانْ…
وَانْ…
…..
(كمال العيّادي الكينغ) ….. المستشار الثقافي لصحيفة الرواد نيوز
Discussion about this post