قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)) والسلم هنا هو الإسلام بل وأخبر المولى عز وجل أن سبيل الله ودينه هو السلام قال تعالى (( يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ))
فالسلام على الأرض هو مفهوم الحالة المثالية للسعادة والحرية والسلام داخل وبين جميع الشعوب والأمم علي الأرض وهذه الفكرة المتمثلة بعدم وجود عنف في العالم هي أحد الدوافع التي تحفز الشعوب والأمم علي التعاون طوعا وبمحض إرادتها أو بحكم نظام الحكم الذي يعترض علي حلها بالمحبة والسلام فالثقافات والديانات والفلسفات والمنظمات لكل منها مفهومه الخاص عن كيفية إحلال السلام في العالم
ويذكّرنا الله بأن الناس أمة واحدة ومن أب واحد ويعبدون ربا واحدا وأن رسله ذرية بعضهم من بعض وأن رسالتهم هي السلام فقال تعالى: ((قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ))
إن اليوم الدولي للسلام وهويسمى أحيانا باليوم العالمي للسلام سنويا في 21 سبتمبر وهي مكرسة للسلاموعلى وجه التحديد غياب الحرب والعنف ويمكن الاحتفال بها بوقف مؤقت لإطلاق النار في منطقة قتال وقد تم تأسيس اليوم الدولي للسلام في عام ١٩٨١ م من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة وبعد عقدين من ذلك في عام ٢٠٠١ م صوتت الجمعية العامة بالإجماع على تسمية اليوم بأنه يوم لمنع العنف ووقف إطلاق النار والاحتفال بهذا اليوم معترف به من قبل العديد من الدول والشعوب في عام ٢٠١٣ م ولأول مرة خصص اليوم لتعليم السلام أي بوسائل الوقاية الرئيسية للحد من الحرب على نحو مستدام
فالداعمون لليوم العالمي للسلام يملكون رؤية مختلفة وهم مجموعات أصحاب آراء مختلفة
الرأي الأول يقول إنه لا بد من التذكير بأهمية السلام العالمي في كل وقت وأينما أمكن لأن السلام ليس مفهومامطلقاًومسلما به بين البشر بل هو مفهوم يحتاج إلى الدعم الدائم للتذكير به وللمساهمة بتحقيقه وهؤلاء يمثلون مؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية كالصليب الأحمر وجرينبيس البيئية والمؤسسات الحكومية التابعة للاتحاد الأوروبي التي تعمل من أجل نشر مفاهيم السلام ومحاولة تحقيقه على أرض الواقع إما بالمساعدة في وقف الحروب وإما بتضميد الجراح التي تسببت بها الحروب عبر المساعدات المادية والعينية والتواجد على أرض المعركة
والقسم الثاني من الداعمين لليوم العالمي للسلام هم الذين يعتبرون أن السلام هو من فطرة البشر وغريزتهم وأن سكان المعمورة يطمحون داعمين للوصول إلى السلام والعيش بأمان وطمأنينة وتحقيق السعادة والرفاه والفرح وهؤلاء يعملون على تحقير الحروب والتنظير لزوالهاواعتبار أن المستقبل لابد أن يكون للسلام فقط بعد أن يصل البشر إلى ذروة تطورهم ومعرفتهم بأنفسهم وبعلاقتهم بالطبيعة والأرض التي يعيشون عليها، وهؤلاء هم عدد كبير من الفنانين والأدباء ينتشرون في مختلف دول العالم
وأخيرا اختتم حديثي بأن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول((حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمدالله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه))
فالنبي صلى الله عليه وسلم بدأ الحديث تلك الحقوق بالسلام وذلك لأن السلام سبب لإيجاد المحبة بين المؤمنين
Discussion about this post