المَرْأة ، المَرْأةَ ، المَرْأةَ !.
الحقوقَ ، الحقوقَ ، الحقوقَ !.
وكأنَّها سُلِبَتْ حَقَّها ، وَباتَتْ في مُجتَمَعِها مَخلوقًةً نَاقِصَةَ الحرِّيَّة ، مَسْلوبَتَها وعلى المُجْتَمَع الإنْسانيِّ أنْ يُقيمَ العَدْلَ ، ويُعيدَ الحَقَّ إلى أصْحابِه ِ. ومِنْ أجْل ِهذا الشَّأنِ يُجَنَّدُ الإعْلامُ ، وتُقامُ المُحاضَراتُ ، وتَشُدُّ الجَمعيَّاتِ الأَهْليَّةُ مِنْ عَزائِمِها باللَّقاءاتِ والمُنَاقَشاتِ ، والكلُّ يُجْمِعُ على وُجوبِ أنْ يُعادَ تَرتيبُ العَلاقَة معَ المَرأَةِ كَيْ تُصْبِحَ ، في حيَاتِها وَكيانِها ، مُساويَةً للرَّجُل.
2_ أهوَ تَهْويلٌ ، أُرِيدَ منْهُ نَشْرُ ثقافةٍ ما تُثيرُ ،مِنْ خِلالِ المَرْأةِ ، القَلَقَ والخَوْفَ على مُجْتَمعِنا ؟ أمْ هيَ حَقيقَةٌ يَجبُ الاعتِرافُ بِها ، والرُّجوعُ عنْ أخْطائِنا فيها ، ليَكونَ الرُّجوعُ عن ِالخَطأِ فَضيلةً ؟
3_ أمَّا التَّهويلُ فَنَعَمْ . إذ تَحْتَ شِعارِ الحَداثَةِ ، ومُسايَرَةِ التَّقدُّم ِ، فُتِحَ للمَرْأَةِ البابُ لتَدْخُلَ في ملعبٍ لا نَحتَاجُ نحنُ في مُجْتَمَعِنا الشَّرقيِّ ، أنْ نَدخلُ فيهِ وخاصَّةً في مجالِ الحرِّيَّة ِ الشَّخصيَّةِ ، وَما يَسْتَتبِعُ ذلكَ مِنْ مفاسِدَ وانْحرافاتٍ ، وفيهِ صارَت ِالمَرأةُ سِلعَةً . والسِّلعَة إمَّا أنْ تَكونَ باهِظةَ الثَّمَنِ ، وإمَّا أنْ تكونَ رخيصَةً تِبْعًا لمَبْدأِ العَرْضِ والطَّلَب ِ. وأمَّا أنَّها حقيقةٌ ، فالواقِعُ يَقولُ :
4_ إنَّ المَرْأةَ أمٌّ ، وأخْتٌ ، وزوْجةٌ ، وحبيبَةٌ . ومَنْ ذا الذي يَرْضَى لأمِّه ِ الدُّونيَّةَ والظَّلامَةَ ، وقدْ وَضَعَ اللهُ سُبْحانَه الجَنَّةَ تحْتَ أقْدامِها ؟ ومَنْ ذا الّذي ، لأخْتِهِ ، يَرْضَى أنْ تَكونَ في بيْتِ زَوْجِها تبْعًا لَهُ وخادِمَةً ليْسَ غيْرُ ؟ ثمَّ ألا يكونُ لضَعْفِ الزَّوْجَة ِ ، وتَسَلُّطِ الرَّجُلِ عليْها مَهانَةً للزَّوْج ِ نفْسِهِ ، وامْتِهانًا لكرَامتِهِ ؟ أمَّا المَرأةُ الحبيبَةُ ، فحدِّثْ ولا حَرَجَ ، عنْ ذلكَ الاهتمام ِ، وتلكَ الرِّعايَة ِالتي (تَسْتأثِرُ بِهما مِنَ الرَّجُلِ الحَبيبِ ).
5_ ولكنَّ هذا الواقعَ (لا يَنْفي وَقائِعَ أُخْرى )، تَكادُ تَكونُ ثابتَةُ في مُجْتَمعاتِنا فكثيرًا ما نَلْحظُ ، في البَيْتِ الوَاحِدِ تَفضيلًا وتَمييزًا في الحُبِّ والرِّعايَةِ بيْنَ الصبيِّ والبنْتِ ، يقومُ بِهما الأَبَوانِ ، وكثيرًا ما يَنشَأ،نتيجةً لذلك ، تباغُضٌ ولَوْ خفيٌّ بيْنَ الأشِقَاءِ . ولا يَخْفى ، أنَّه في بَعْضِ المَواقِع تُحْرَمُ البِنْتُ مِنَ التَّعليم ِ، أوْ مِنَ العَمَل ِ، وَقَدْ تُزَفُّ إلى مَنْ لا تَهْوى ولا تَعرِفُ ، ومعَها جَميعِها تُحْرَمُ مِنْ حُقوقِها الشَّرعيَّة في الوِراثَة ِ..
6_ مِن نافِل القَوْل أن تَكون مَكانَة المرْأَة ِمَحطّ اهْتِمام ورِعايَة ، إذْ لا يَجوز، وهِي النِّصْف الآخَر في المُجْتَمَع ،ألَّا تَكون في مَقامها مِن الاحْتِرام والتَّقْدير، لتَكونَ بِحَقٍّ مُكَمِّلَةً للرَّجُل ِ في بِناءِ الحيَاةِ البَشريَّةِ ..
عبد الله سكرية ..
Discussion about this post