إغماءة
_______________________________________________________________________
بالماءِ
وضَّأْتُ المشيئةَ
وانْتَصَرْتُ على الصَّدأْ
وكأنَّ مائي سَجْدةٌ
غَفَرَتْ لطمْيِ الأرْضِ تاريخَ الظَّمأْ
هل غَفْوَةٌ
قَطَعَتْ طريقَ الرُّوحِ
فاحْتَدَمَ الغيابُ
أَمِ الصعودُ إلى سماءِ الغَيْبِ
قد شَاءَتْ يداهُ، ولم يشأْ؟
ما كُنْتُ أوَّلَ عاشقٍ
صَعَدَ السماءَ بغيْمتينِ
ولا ضريراً مُبْصراً
صارتْ عصاهُ مطيَّةً
لبصيرتهْ
مرَّتْ
خُيولُ الوقْتِ مُسْرعةً
على عُشْبِ الجَسَدْ
مَرَّتْ خُيولُ الوقْتِ، وانطفأَ البدَنْ
غابَ الغريبُ عن الحياةِ
فحلَّقتْ كلُّ النوارسِ فوْقَهُ..
إغماءةٌ
هزَّتْ جدارَهُ في خواتيمِ المساءْ
لكنَّ روحَهُ أدركتْ
سرَّ المشيئةِ في وصايا الأنبياءْ
إغماءةٌ
ورأيتُ أخطاءً تُخاطبُني بلا حُجُبٍ:
_ يا سيّدَ الغُرباءِ
لم تغْسلْ مياهُ النهرِ ناصيَتَكْ.
يا آخرَ النَّاجينَ من فخِّ السّكونِ اصْعَدْ
إلى جبلِ الرِّضَى
وامْلأْ لأهلِ الكهفِ جرَّةَ نوْمِهِمْ _
إغماءةٌ
ودفاترُ الأيَّامِ
لم تُكْمِلْ حديثَ الحِبْرِ عن ضَعْفِ الوَرَقْ:
بَيْتٌ
يُخبِّئُ بهْجَةَ الجُدْرانِ تحْتَ طِلائهِ
بابٌ
وستُّ نوافذٍ مخْمورَةٍ
شرِبَتْ ستائرُها تفاصيلَ الهواءِ
حديقةٌ
غَزَلَتْ بطُهْرِ النِّيلِ أوْرادَ الشَّجَرْ
قَمَرٌ نسائيٌّ
يرى في الأربعينَ كَمالَهُ..
وثلاثةٌ
من أَوْلِياءِ الرُّوحِ
يحْمِلُهُمْ كتابُ اللهِ
من كُحْلِ الظلامِ لفجْرِهِمْ
ماذا ستَرْبَحُ
إن كَسَرْتَ هَوَى أبِيهِمْ
أو قَسَوْتَ على خَضارِ قلوبِهِمْ؟
يا موتُ
يا قَدَرَ الورى
ماذا يُضيرُكَ
إن ترَكْتَ الحِبْرَ حيَّاً
كي أُتمَّ رسالتي؟
إغماءةٌ، ورأيتُ فيها جنَّتي
ثُمَّ انْتصرْتُ على الغيابْ
فكأنَّ مائيَ سَجْدَةٌ
غَسَلَتْ صلاةَ الأرضِ
من سَهْوِ التُّرابْ.
كلمات الشاعر
السيد الجزايرلي
Discussion about this post