كتب: احمد الأزهرى
رغم المطالبات المستمرة من الكونجرس وبعض المسئولين الأمريكيين بـ”الانفصال” عن الصين، إلا أن بيانات التجارة الصينية الأمريكية تثبت عكس ذلك.
وأوضح التقرير الذي نشرته وكالة “بلومبرج” الأمريكية، أن الولايات المتحدة لن تستورد من الصين فقط أكثر من أي عام آخر في التاريخ، ولكن الصادرات الأمريكية إلى الصين ستحقق أيضا رقما قياسيا جديدا، وذلك بعد ست سنوات من الحرب التجارية التي أثارتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين.
وأكد التقرير، أن الولايات المتحدة ستستورد المزيد من السلع الصينية في عام 2022 مقارنة بأي عام سابق.
وأشار تقرير “بلومبرج”، إلى أن العلاقات التجارية الصينية الأمريكية لا تزال أكبر علاقة تجارية ثنائية. حيث شكلت الواردات من الصين 17% من إجمالي واردات الولايات المتحدة، متجاوزة بذلك كندا والمكسيك. وبحسب التقرير، تعتبر الولايات المتحدة الصين الخصم الاقتصادي والجيوسياسي الرئيسي، ويعتبر هذا الوضع (اعتماد الولايات المتحدة على البضائع الصينية) مشكلة رئيسية في السياسة الخارجية الأمريكية.
انتعاش العلاقات التجارية
كما أعلنت الصين وضع الاستيراد والتصدير بين الصين والولايات المتحدة قبل أن تصدرها واشنطن في السادس من الشهر الجاري. ووفقا للبيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية في 7 نوفمبر، بلغ حجم التجارة بين البلدين 59.841 مليار دولار أمريكي، كما وصل حجم التجارة التراكمي بين الصين والولايات المتحدة في الأشهر العشرة الأولى إلى 639.830 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 5.1%.
وأظهرت الاحصائيات، أنه في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، استوردت الولايات المتحدة بضائع من الصين بقيمة 418 مليار دولار، بزيادة قدرها 23.7 مليار دولار عن الرقم القياسي الحالي لنفس الفترة من عام 2018. وذلك حسبما ذكر الموقع الصيني “shangguan”.
ووفقا للبيانات التي استفسر عنها مراسل “جلوبال تايمز” من المكتب الوطني للإحصاء، بلغ حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة في عام 2018 633.519 مليار دولار أمريكي، بينما بلغ 541.560 مليار دولار أمريكي في عام 2019، واستمر المعدل في الهبوط عام 2020 حيث بلغ 586.979 مليار دولار أمريكي. بينما شهد قفزة كبيرة في عام 2021 حيث بلغ 755.776 مليار دولار امريكى. لذلك يمكن ملاحظة أن حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة في عامي 2019 و 2020 بعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة قد تأثر بالفعل، لكنه انتعش بشكل حاد في عام 2021 وسجل رقما قياسيا جديدا.
العلاقات التجارية مستمرة رغم الرسوم الجمركية
وخلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب، فرضت واشنطن العديد من الرسوم الجمركية على الصين في محاولة لتحفيز عودة الطاقة الإنتاجية إلى الولايات المتحدة وتقليل اعتمادها على الواردات الصينية. ومع ذلك، تظهر بيانات السنوات القليلة الماضية أنه بالإضافة إلى الانخفاض في عامي 2019 و 2020، انتعشت واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية بشكل حاد في عام 2021 حيث وصلت إلى 576.075 مليار دولار أمريكي.
وذكرت وكالة “بلومبرج” أننا نحيا في جو من التفكك في عصر العولمة المفرطة، وأن العالم يعيد التنظيم حول “القطبين الجيوسياسيين” لواشنطن وبكين. ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة والصين مروا بأوقات عصيبة دبلوماسيا وتجاريا، لكن البيانات التجارية تذكرنا بأن بعض الخطابات والسياسات لا تعكس دائما الاتجاهات الاقتصادية العالمية.
وجاءت الزيادة في الواردات الأمريكية من الصين بعد أن فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية تهدف إلى تغيير هيكل التجارة بين الولايات المتحدة والصين. علاوة على ذلك، تشتري الولايات المتحدة المزيد من السلع الصينية أكثر من أي وقت مضى، حتى في الوقت الذي سعت فيه الولايات المتحدة إلى تحويل سلاسل التوريد من الصين إلى دول أخرى.
Discussion about this post