بقلم : الشاعرة منية نعيمة جلال…تونس
شامةٌ عَلى خَصْرِ”حواء”
صَوْتٌ ٱخْترقَ أنسِجَتي
صارَ أقْرَبَ مِنَ الوَريدِ
أوْقَدَني نارا
أَرْهَقني نِداءً
صعودا… نزولا
أُسْدِلُ جُفوني
لِٱُطفِئَ الصُّراخَ مِنّي
تتعثّرُ رُموشي
بِزَحْمةِ التمنّي
وأَكداسِ الرّجاء
ٱُضيعُ بابَ الطّوارئ
أتَّكِئُ على جدار أقمتُه بي
بعُذرِيةِ ٱمرأة
تَسْتوي مسافاتها
بمسافات السّماء
بِحُلمها الخَمْريّ المُعتّق
الّذي لا يَهْرَمُ أبدا
الحُلمُ” ياسادتي” ضمير مُستَتِرٌ
تَقْديرُهُ شامة على خَصْرِ ” حواء”منذ بدء التّكوين
وَأنا وَرثته يقينا
شكّل خطوط كَفّي
ونامَ في المُقل
بعلامة الرّفع حينا
بالنّصب أحيانا
وبالجرِّ حين يُجْهَضُ
يَسْتَلِمُني أمْسي الموؤودُ قَسْرًا
مُعلنا وِلادةً تاجّلت
ٱَسْقُطُ بلا مُقاومة
في شهوة :
” هلاّ… ليت… لَوْ”
يَتَلَقّفُني طيفُه الوريفُ
يَمْنَحُني فَيْئا شهيّا
مُتواريا عن أتونِ العيون
بلا عُقَدٍ.. بلا أحْجِيَةٍ
في غَفْلَة مِن تجاعيد المرايا
لنقترِفَ معا لُعبَة المُحال
أنا حُلمٌ بِملامحِ ٱمراة
مَدَدْتُ جدائلي مَعبرا
لِأمْسٍ معه مَضى ولمْ يَمْضِ
لا يزال يًدَغدغُ ذاكرتي
أُلْقِمُهُ بشيء من ٱصطباري..
بشيء من ٱنتظاري
وبكثير من ٱمتلائي به…
“طيفه ” رضاب عذب
وحده يَسُدُّ رَمَقي
وحده يُزيلُ
حزنا آسنا… بربريّا
أرهقني
ٱستوطن بجيدي.. بجلدي
يقتات من شراشفي…
من قمصاني
ثَوى بجسدي… أغرق خافقي
أُسائلُ الزّمن المستحيل
أنْ يَدُلّني على هدهد سليمان
علّه يأخذني لِأرْخبيل عاطفيّ
لا يَتّسعُ إلاّ لِإثنين
لا شريك لي وله
إلاّ طائر ” البتروس”
إلاها بَحريّا
يمنحُنا ” بركة الماء”
الإستارُ مِنَ العدد في الحُبّ
يُغَيِّرُ وِجْهَةَ الرّيح
زلزلة للمشاعر
بمقياس ” ريشتر”
بوصلة معطوبة
توقِفُ النّبضَ
عَدٌّ لِحَدّ غير آمن
يفوق النّصاب
جولة خاسرة
تُبْطِلُها العيونْ
وقُطّاعُ طُرُقِ الحبّ
للجوارح لغة
كما المدّ والجزر
لايفقهها العقلاء
ولا الأجساد المكلومةُ
الرّابضة على مذبح الوجع
لابُدّ أنْ أجِدَ إلى قلبه سبيلا
وأن أمنحَه ما لايَجرؤُ عليه
إلاّ مجانين الحبّ…
وانا مجنونة حبّ
تورّطتْ في أبجديته
إلى درجة الحُمّى
سُقيتُ جيناته
وأنا في رحم ” أمّي”
أسقطُ ثانية.. ثالثة ورابعة
في شهوة ” هلاّ.. ليت.. لو”
أكتحلُ بإثمد ” زرقاء اليمامة”
لِأُدرِكَ ” طيفَه” في عيون الحلم
ليكون لي ومنّي
تتفتّحُ أزرارُ حواسي
لو شققتم أنسجتها
لوجدتم أجمعها
أضحت في حُبّه ” مفردة”
تحترِقُ بطيب ” حنين فائض”
وياتيني طيفه
كالزّيزفون
يُزهرُ ولا يُثمِرُ
غيمة تعرّت من أوراق التّوت
تُحرقُ ولا تُمطِرْ…
دالاّ بلا مدلول
مبتدا بلا ضمّة.. بلا خبر..
ياء يتيمة.. شاردة
أضاعت نداءها…
أدركتُ في التوّ وفي الآتي
أنّه أضغاث أحلام
أنه أخطأ سدرة” النّبض”
سقط سهوا بين الحاء والباء
منزلة بين المنزلتين…
لاوجه.. لاصوت..
لا لون.. لا طعم..
لا وظيفة في نحت ” سبويه”
آن لي أن أكونني
ٱمراة الأيام القادمة
أُعلنُ قيامتي
وقيامة ” كل النساء”
على كفرة الحبّ…
زبانية ” الخدوش”
وسجنة الفرح…
الذين أتقنوا
الرّقص على جمر المشاعر
وأجادوا إتلاف بارقة ” الرّجاء”
ٱبتعت تذكرة عبور
لي ولشبيهاتي
لنعرج فوق العثرات
أحلامنا هي الباقيات الصالحات
على إيقاعها يبدأ النّبض دورته
لملمتُ فساتين ” الفرح المصلوب”
علّقتها على مِشجَب ” النّسيان”
حَمَلتُني إلى حضن دافئ
يُدثّرني
سمّيته ” حبيبي”
ٱقترفت شهوتي
في أرضه… أرض اللغة
طرّزت جسدي
خرائط شعر
حوّلتُ حكايتي
وحكاية “حواء”
قصيدة…
هذه القصيدة…..
بقلمي : الشاعرة
منية نعيمة جلال…تونس
Discussion about this post