بقلم : سلمى صوفاناتي
في عالم المبدعين اعلام تنشا جرصا موسيقيا بين الكلمة واللحن .. وعلى مائدة الابداع يحضر بطرس بطرس رائدا من رواد الالحان في مجالس الكبار .. وعلى اثر هذه الريادة ينشىء غرضا من اغراض الشعر واللحن ذو اعراف جمالية محددة. .
اذ يؤكد العملاق ان البيئة تلعب دورا هاما في تطوير شخصية المبدع .. وبان الموسيقا لغة تكثر فيها الانزياحات لانها لغة تتخلص من كل انواع الرقابة الاجتماعية وتهدف الى كشف المستور من الرغائب النفسية .. والى تعويض الكدر النفسي بالضحك .. ويتابع قوله كونه زعيما من زعماء الكلمة واللحن ..
تم تصنيفي بصفة فنان شامل بالرسم وبالالحان وكذلك بالعلاقات الدبلوماسية بين سوريا والسويد فقد كانت لعدة سنوات شغلي الشاغل ..
بدات بها وحملت هم وطني في حقيبتي سفري .. غادرت وطني في عام ١٩٧٥ ولم اهجره .. ازوره احيانا .. ارويه حبا يرويني حنانا .. اردت اختراق اللامعقول .. وعمل شيء يمتع العقول . . فكرت مليا الى ان وجدت نقطة مشتركة وهي ان هناك رياضة تقف بيننا وبين السويد .. كان هناك نادي للجمباز .. يتجزا الى قسمين قسم للفتيات اليافعات وقسم اخر للاطفال .. وفي عام ١٩٧٤ اقترحت بسوريا نادي جليد جلنتكيك .. لاقت فكرتي ترحيبا كبيرا من السفير السوري بالسويد سليمان حداد فعبر فورا عن استعداده لتنفيذ الفكرة بدعم كبير من وزارة الخارجية السويدية .. وقمنا بمكس بين الشبيبة السورية والشبيبة السويدية بناء على طرحي .. وقد كان هناك منعطفا اخر في حياتي لدعم المواهب السريانية .. بدات بزوجتي التي كانت تعشق هذا النوع من الالحان .. ومن المعروف ان اللغة السريانية سورية الاصل لذلك راق لي ان اعد ارشيفا للكاسيتات الثلاث التي بدات بانتاجها وجدت تعلقا كبيرا لزوجتي بهذا النوع من الاغاني ..
طورت الفكرة وصرت انتج بعض الاغاني بالسويد واقوم بترويجها بالسويد وسوريا .. فاللغة العربية والسريانية توام حضارتنا السورية . . بعد ذلك قمت بكتابة قصيدتين باللغة العربية الفصحى بالسويد .. في عام ١٩٨٥ .. لاتسال النجوم عني والغروب .. اسال الشروق عن صفحات حبي . ودع الفراق يبعد عن قلبي . كتابتي وتلحيني .. والثانية :
ان كنت من اهل الهوى فاسقني كاس المنى بيداك . ارتايت انها تناسب صديقي عمر السرميني وهو صديق عزيز من مدينة حلب .. قام بزيارتنا في منزلنا .. فنشرت له الاغنية وحفظتها بصوته الجميل. ثم كتبت اغنية عن الجزيرة ولحنتها . وكان هناك مطرب من ماردين يراسلني بعد ان احب اللحن الخاص بي والكلمات. . هناك ايضا اغنية سريانية اخذت منها قطعة سريانية وقطعة جزراوية .. كتبت قطعة بالكردية واغنية سريانية عربية . وقد عهدنا في شعب الجزيرة الاندماج الذي عشناه معا .. الكردي والعربي والسرياني لهجتنا قريبة نستطيع فهمها بسهولة. تذوقت الكردية حين سمعتها من المطرب محمد عارف الجزراوي كما انني اعشق الفلكلور الكردي والسرياني والدبكات الشعبية بسوريا .. هناك فرق تدعى الفايكنك بالسويد اضافة الى الفرق الشعبية الموسيقية . ( يارايح عالجولان شوفلي عنواني …. وهي عبارة عن رسالة مفتوحة لكل من يعنيه الامر .. نداء للعمل الجماعي ) هناك اغنية عنوانها تعال حبيبي .. وانا من لحن اغنية الطفولة المعروفة نشيد النور في شفتي ..
اما عن موهبته بالرسم فقد حدثنا قائلا :
عملي بالرسم من خلال موهبتي وعشقي لهذا النوع من الفنون .. كانت اول لوحة لي عام ١٩٦٢ كوني انتمي لمجتمع مسيحي رسمت مارجرسس ( الخضر ) عليه السلام .. رسمتها منبطحا على الارض .. كنت انتمي لعائلة بسيطة .. رسمت ٦٠ لوحة عن الانتفاضة وعملت معرضا فنيا تمت التغطية عليه بالسويد وسوريا .. استقبلوني بدار الثورة عام ١٩٦٠ وقمت بعمل لوحة خاصة لوزير خارجية السويد .. رسمة كريكتورية اثناء زيارته للاراضي المحتلة كتبت عنها الصحف والمجلات انذاك .. استقبلني الوزير ثلاث ارباع الساعة برفقة اولادي وزوجتي . اسميت تلك اللوحة الوعد وطلبت مساعدات مستحقة لدعم اهل وطني وتم تنفيذ الوعد .. كنت قد لحنت هواك يا شام املا ان تغنيها مطربة الاجيال ميادة الحناوي .. وكانت هناك ظروف الت دون ذلك انذاك .. قمت بتلحينها وطرحها .. واكبت العديد من العظماء لكنهم اضحوا عملة نادرة في هذا الزمان .. نحن نمر بظروف فرض فيها الاعلام تواجد الاغاني الحديثة للكثير من المطربين الجدد مع تهميش مسيرة العظماء امثال ميادة الحناوي وصباح فخري .. لا اميل للالحان الحديثة ولا تلامس شغاف قلبي فلست داعما للفن الهابط
Discussion about this post