الشاعرة《سعیدة باش طبجي☆تونس》
إذَا العِشْقُ نادَانِي ورَاوَدَني شِعري
رَکِبْتُ صُهَی الأشْواقِ في مَرْبَعِ السِّحرِ
تأبّطْتُ أحلَامِي لأحمَلَ صَبْوَتي
إلی بَلَدِي المَسْکُونِ بِالنُّورِ والعِطرِ
وجٸْتُ إلیکُم و القَوافِي تَمَوْسَقَتْ
بِألوانِ قَوْسِ الحُبِّ والشِّعرِ والنَّصرِ
وفِي أضْلُعي یَهْفُو جَناحٌ مُطرّزٌ
یَطیر بعِشْقي في ذُرَی الأنْجُمِ الزُّهْرِ
وقدْ عَرَّشَ النِّسْرینُ في شُرفةِ الشَّذَا
ومَاهَتْ عُطورُ الوَردِ في رَوْضةِ الشّعرِ
وغَرَّدَ فِي الأَفیاءِ قُمْرِيُّ نَشْوَتِي
وقَد رَفّ فِي الشِّریانِ لَحنُ الهَوَی یُغْرِي
وفِي شُرْفةِ الأحلامِ عَلّقْتُ جَذْوتِي
قَنادِیلَ نُورٍ في الدُّجَی مِنْ سَدَا الجَمْرِ
وأسرَجْتُ رَکبَ الشِّعرِ والعِشْقِ في المَدی
أمِیسُ و یَحدُوني الهوی والمُنَی تجْرِي
لتُدرِکَ عَرْشَ النُّورِ في سِدْرةِ العُلا
وتنْقُشَ نَبْضَ الشِّعرِ فِي صَفْحةِ البَدرِ
ذرُوني… بدَربِ النُّورِ تَخْتالُ صَبوَتي
وقد أَسرَجَتْ نَبضِي علی صَهْوةِ المُهرِ
ذَرُوني… بِمَرجِ الحُسنِ تَرشُفُ نبْضَتي
ثُغُورَ الخُزامَی أُتْرِعَتْ مِن لَمَی العِطرِ
فَیَقْطفُ حَرفي مِنْ سَنابلِ قمْحِهِ
لیُهْدِي لهَاماتِ النّدَی لَمْعةَ التِّبْرِ
ویَخْطِِفُ نُورَ الفجرِ مِن أعیُنِ السُّهَا
وترنیمَةَ الأشْواقِ مِنْ صَبْوةِ الطّیرِ
ویَرضَعُ مِن ثَدْي الغَمامِ مِدَادَهُ
فیهْمِي هُطولا ثرّةً مِنْ جَنَی القَطرِ
ویَنْسِجُ من عِشْقي غِلالاتِ فتْنةٍ
ویَرمِي عَلَی أکْتافِها بُرْدَةَ الطُّهْرِ
ذرُوني… فإنّي قدْ نَسِیتُ مَواجِعي
بحِضْنٍ مٍن الأنوارِ في رَفّةِ الشِّعرِ
نَسِیتُ عُهُودَ العُقمِ لمّا تَحَنَّطَتْ
حُرُوفي بِرَفِّ العَجْزِ فِي عَتْمَةِ الهَجْرِ
وکانَت قَوافِي الشِّعرِ مَوٶودَةَ الرُّٶَی
سَبایا بِقَبْوِ القهْرِ في هُوّةِ العُمْرِ
وهَا إنَّهَا مِنْ قَیْدِها قد تَحرّرَتْ
کَعَنقَاءَ تسْمُو فَوْقَ تَغرِیبةِ القبْرِ
تَوَضَّأْتُ نُورًا والجِرَاحُ تعَمَّدَتْ
باؔلاءِ رَبّي دُونَ حَرٍّ و لا قَرِّ
ذَرُوني… و کَأسُ الشّعرِ یَطفُو حَبابُها
دِهاقًا بفیْضِ الحُبِّ و الشّعرِ و الخَمرِ
نُذیبُ شِغافَ الرُّوحِ فِي دَنِّ نَشْوةٍ
رَحیقًا مِن الشَّهْدِ المعَمَّدِ بالسِّحرِ
ذَرُوني أَصُوغُ الحُلمَ دُونَ مَلامةٍ
کأنّي بِدَارِ الخُلدِ أو لیْلةِ القدرِ
وتَرسُو بِيَ الأحلامُ في شَاطٸِ المُنَی
وتَرتادُني الأشْعَارُ فِي صَحوةِ الفجْرِ
أقُولُ و أفْیَاءُ الجَمالِ تَفَتَّقَتْ :
“أنا الیَومَ في شِعرٍ.. و إنّ غدًا أمْري”☆
☆الشاعرة《سعیدة باش طبجي☆تونس》☆
《 جويلية 2018》
Discussion about this post