الشاعرة … سعاد زاهر
ذاهلة تراقب النجوم في ليل تشريني
يوحي بصفاء نهار على وشك البزوغ
لاتعرف إن كانت ستغالب فيه هروبها
الأبدي
حين وضع يده على كتفها
بحركة استرضاء
لامعنى لها
شعرت أن نار لسعتها
أخفتني قالتها محاولة
أن تغلق درب الوصول
نهائياً
أشاحت بنظرها لتعود إلى مراقبة
الهلال في السماء ونصفه يختنق
وسط غيوم باهتة
التفتت إلى اليسار عل نظراته المملة
تنصرف عنها
كم تمنت لو أنها تصعد نحو النجوم
ولا تعود
الثالثة والنصف فجراً
حين اقترب «الفان» الأبيض الصغير
وسارع لوضع الحقائب
لوحت بيدها
وقالت في سرها:
ليتها التلويحة الأخيرة
ليته وداع نهائي
وداع ليلي ينتهي بعده كل شيء
المسافرون بعضهم غارق في نومه
آخرون يستمتعون مع أم كلثوم
« حب إيه اللي انت جاي تقول عليه»
هل هي مجرد مصادفة؟!
بعض الإشارات تحتمل كل المعاني
ما إن التف «الفان» الصغير
وغاب محياه نهائياً
حتى شعرت أنها تحررت
من كل الهموم
من كل تلك القلائد
التي تشعر بها تلتف حول رقبتها
تعيق أنفاسها
وتخنق أفكارها
وتوحي لها في كل مرة
باختفاء
لا تلويحة أخيرة بعده
مع شروق الشمس
وحين بدأ يلوح لها البحر
تمنت لو أن بإمكانها القفز إليه
في هذا الجو الماطر البارد
لو أنها تمتطي أولى أمواجه
وتنسحب إلى إحدى الجزر الخفية
تتبدد … تتحرر بعده
من كل خيالات عواطف
انتهى وقتها منذ زمن طويل
ولم تتمكن من إزاحة
قلائدها الصدئة!
Discussion about this post