فعاليات ملتقى الأديب الراحل محمد البشروش
لطفي عبد الواحد /تونس 🇹🇳
مدينة دارشعبان الفهري أحيت باعتزاز كبير الذكرى الثامنة والسبعين لوفاة أحد أعلام الأدب والثقافة في تونس الأديب محمّد البشروش مؤسّس مجلة المباحث وخادم الأدب الأمين.
المبادرة كانت من عدد من المبدعين والمثققين المتطوعين وشرف التنظيم كان لجمعية حسّ الثقافية..
أحيت مدينة دارشعبان الفهري باعتزاز كبير الذكرى الثامنة والسبعين لوفاة الأديب الكبير والمثقف الفاعل محمد البشروش (1911-1944) بتنظيم ملتقى خاص انطلق من مبادرة تقدّم بها بعض المبدعين واحتضنتها ودعّمتها مشكورة جدّا جمعية حسّ الثقافية برئاسة الصديقة والفنانة التشكيلية لمياء بالشيخ ابراهيم بامكانيات مادية متواضعة وبدعم محدود من بعض المؤسسات المحلية في غياب تامّ لدعم الأنشطة والتظاهرات الكبرى في مدينة ظلّت منكوبة ثقافيا جرّاء إحراق دار الثقافة من قبل عصابة مجرمة خلال أحداث ما سمّي بالثورة التونسية وجرّاء تواصل عدم ايفاء وزارة الشؤون الثقافية منذ ذلك التاريخ إلى هذا الحين بالتزامها بإعادة بنائها مع استمرار حرمان المدينة من كل أشكال الدعم المادي.
وقد كان تنظيم هذا الملتقى في حقيقة الأمر تحدّيا للوضع الثقافي الاستثنائي السيّء الذي تعيشه مدينة دار شعبان الفهري التي كانت تعتبر نموذجا للعمل الثقافي الجادّ. وإثباتا لقدرة مثقفيها على خدمة الأدب والثقافة بعزم وارادة صادقة وصلبة استمدوها من روح وسيرة اديبهم وابن بلدهم البارّ محمد البشروش رحمه الله..ولقدرتهم على النجاح الذي تعجز عن تحقيقه العديد من الجمعيات والمؤسسات الكبرى التي تستأثر بدعم سخيّ من وزارة الإشراف.
على مدى يومين هما يوم 19 ويوم 20 نوفمبر 2022 انتظم ملتقى إحياء الذكرى الثامنة والسبعين لوفاة الأديب محمد البشروش هذا الرجل العظيم الذي ضحّى بماله وجهده وصحته من أجل خدمة الفكر التونسي تحت عنوان كبير “الفنّ بين الحرية والانفلات” بحضور فردين من عائلته وهما السيّد محمد البشروش ابن الفقيد وحفيدته السيدة سيماء البشروش والسيدة سعيدة الصيد رئيسة البلدية والسيدة هالة الشبعان رئيسة لجنة الثقافة وبمشاركة عدد كبير من الشعراء والمبدعين في شتى الفنون من مختلف مناطق البلاد جاؤوا مشكورين تلقائيا وتحملوا مصاريف التنقل واكتفوا بما وفّرته لهم الجمعية المنظمة من إقامة واعاشة دون الحصول على مكافآت مالية فكانوا رمزا للسموّ الثقافي ومثالا جيدا للتطوع لخدمة الأدب والوفاء لأرواح المبدعين الكبار ورموز الحركة الادبية والفكرية في تونس. وقد تضمّن اليوم الأول من الملتقى تكريم الأديب الروائي حسنين بن عمّو ابن دار شعبان الفهري تقديرا لإبداعه ومساهمته في إثراء الحياة الأدبية وتدشين معرض لوحات فنية جميلة للفنانة التشكيلية المجتهد السيدة إيمان بن إبراهيم وجلسة أدبية متميزة تولٍيت إدارتها واشتملت على مداخلة أولى للدكتور شفيع بالزين بعنوان “علاقة الإبداع بالحرية من خلال مراسلات البشروش
والشابي والحليوي” ومداخلة ثانية للأستاذ صلاح داود بعنوان “النفس التحرّري لدي الأديب محمد البشروش من خلال مجلة المباحث” وتمثل برنامج الحصة الليلية سهرة شعرية فنية شارك فيها عدد كبير من الشعراء أما اليوم الثاني فقد تضمن جلسة أدبية ثانية اشتملت علي مداخلتين قيّمتين كذلك وهما مداخلة باللغة الفرنسية للاستاذة الدكتورة مروى قديمة المختصّة في مجال الفنون التشكيلية بعنوان الحرية في جداريات بانسكي la liberté dans les graffitis de Bansky”ومداخلة للاستاذ شكري السلطاني بعنوان “محمد البشروش المثقف الفاعل” وتلت هذه الجلسة حصة ثانية للقراءات الشعرية وتكريم المشاركين فزيارة الي ضريح الأديب محمّد البشروش وتلاوة سورة الفاتحة ترحّما على روحه الطاهرة بحضور بعض أفراد عائلته الكريمة..
وفي خلاصة لهذا التقديم الموجز للملتقى إحياء الذكرى الثامنة والسبعين لوفاة الأديب المرحوم محمّد البشروش أشير الي ان هذا الملتقى شهد نجاحا كبيرا بفضل جهود الجمعية المنظمة جمعية حسّ الثقافية بالتعاون مع بعض المؤسسات وبفضل المشاركين من المبدعين المتطوعين من أبناء المنطقة وضيوفها الكرام ويبقى الأمل قائما في تحمّل وزارة الشؤون الثقافية لمسؤوليتها نحو مدينة عريقة وغنية باعلامها ومثقفيها الكبار تمّ حرمانها من حقوقها وفي مقدمة هذه الحقوق إعادة بناء دار الثقافة والكف عن الوعود الكاذبة والمتجددة وتوفير الدعم المادي اللازم لانشطتها كما يبقى الأمل قائما في إعادة تنظيم الملتقى الولي للاديب محمد البشروش الذي توقف منذ سنوات عديدة..
Discussion about this post