طبرقة :معهد الموسيقى منارة علمية كبيرة تنتظر النور

لقاء خاص مع كمال بن عمار الجامعي

متابعة : الاسعد الحرزي مكتب تونس
يتبادر الى اذهان الكثيرين سؤال وجيه :
ما الذي يجعل استاذ فلسفة يتحول الى مشرف او مدير لمعهد موسيقي ؟ ليكون الجواب كالتالي :
انها ورطة جميلة اخرى بعد ان تورطنا بما يكفي في تدريس الفلسفة لقرابة ربع قرن وقد مكنتنا هذه التجربة من تفحص هنات العملية التربوية واشكالاتها النظرية والعملية ومعوقات التحصيل العلمي وتاخر النتائج في ربوعنا واقصد ربوع الشمال الغربي ،وقد قادنا تامل الفرق بين نسبة اهتمام التلميذ بالدروس التقليدية في علاقتها بنسبة اهتمامه بالانشطة الثقافية (موسيقى رسم مسرح )الى طرح جملة من التساؤلات يمكن حوصلتها في بعض الاسئلة المركزية التي تتعلق كلها بمحاولة البحث عن اعادة المعنى للدرس ،ولم لا يكون ذلك مدخلا للاصلاح التربوي كمشروع وطني يسعى الكل الى البحث عن سبل تحصيل الفائدة منه …

لماذا لا يهتم التلميذ بمادة الفيزياء والرياضيات والكيماء واللغات والعلوم الانسانبة بنفس قدر اهتمامه بالموسيقى والمسرح والرسم ؟
قادنا ذلك في البداية الى تكوين لجان تبحث عن المواهب داخل المناطق التي تشكو عزلة نسبية في علاقتها بالمؤسسات الثقافية، ولما قدمنا البرنامج للوزارة رحبت بالفكرة وكلفتنا بتصور خطة متكاملة لانجاز ذلك وكان من بين الخطة هو احداث معاهد فرعية للفنون بالجهات البعيدة نسبيا عن مركز الولاية …

ادى ذلك الى اقتراحنا المعهد الفرعي للموسيقى بطبرقة كبداية لمشروع ثقافي يربط الجانب النظري بالجانب العملي في المجال الموسيقي ويوقظ الحسي الفني بالجهة ويخلق اجيال تؤمن بارتباط العلمي بالفني ومن ثمة يكون مدخلا لانتاج تلميذ متكامل لا يقتصر همه على التحصيل العلمي الجاف بقدر ما يسعى الى تطعيم ذلك بتعلم الفنون وتشرب ابعادها الجمالية والانسانية والكونية .
المعهد الفرعي للموسيقى بطبرقة
يتبع اداريا وبيداغوجيا المعهد المركزي الجهوي بجندوبة وقع اقتراحه على الوزارة سنة 2017بالنظر لخصوصية منطقة طبرقة الجغرافية (بعدها عن الولاية )والثقافية بماهي مركز احتضان اضخم التظاهرات الفنية سيما مهرجان الجاز وحيازتها لاكبر المسارح في تونس واعرقها (مسرح البحر والبازيليك )علاوة على جمالها الطبيعي الاخاذ الذي يمثل دافعا قويا لشبابها للخلق والابداع وتذوق الجمال مهما كانت منابعه…..

يقع المعهد
بمسرح البحر بالارمال وهو موقع له من الجمال الطبيعي ما ينسجم مع غاياته القصوى
من اهدافه….
تدريس الموسيقى بكل اصنافها والوانها ويستهدف في ذلك كل الفئات العمرية صغارا وشبابا وكهولا بكافة مستوياتهم التعليمية
يشرف عليه كاطار تسيير
كمال بن عمار الجامعي مقترحه ومهتم بالشان الثقافي والفني المستوى جامعي :ماجستير فلسفة يدرس به اساتذة مجازون في الموسيقى والعلوم الموسيقية يرافقهم في التوجيه متفقدان ( منجي السالمي ومحمد الزغلامي )
و يعمل المعهد على تامين الحد المطلوب من التكوين النظري والمهاري في العزف والغناء في اطار المعرفة بالنظريات والمقامات وذلك من اجل غاية نهائية هي حصول التلميذ في النهاية على المؤهلات التي تسمح له باجتياز اختبارات ديبلوم الموسيقى العربية وذلك بعد 6 سنوات من التحصيل العلمي والتدربب على العزف على مختلف الالات الموسيقية حسب ميولات التلاميذ. تاسس في نوفمبر 2019 وحضر حفل الافتتاح ثلة من المسؤولين والمهتمين بالشان الموسيقي والثقافي بشكل عام و نخبة من المثقفين والعازفين والاطباء والموظفين اين ابدوا ابتهاجهم بهذا الانجاز الثقافي الذي سيعمل على ان يكون منارة اخرى للعلم والفن في المنطقة باعتباره رافدا من روافد الثقافة في هذه الربوع .
غير انه
يشكو قلة الاحاطة الاعلامية به كمؤسسة حكومبة قائمة الذات تعمل في اطار المندوببة الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة وبرعايتها مما اثر على التعريف به ….

كما يشكو قلة التجهيزات التي من شانها ان تدعم تكوين التلميذ: من لوازم مكتبية ولوازم بيداغوجية والات موسيقية قادرة على تغطية كل ميولات العزف عند التلاميذبرغم المجهودات المبذولة من القائمين على تسيير شؤون الثقافة بولاية جندوبة
اما المشكل الاكثر الحاحا فهو عدم وجود اساتذة قارين بالمعهد قادرين على التدريس حسب التوزيع الزمني لجداول اوقات التلاميذ في كل مستواياتهم الامر الذي ادى الى حصر كل الحصص في نهاية الاسبوع وهو ما لم يتلاءم مع جل التلاميذ وباقي مواعيدهم التربوية الاخرى والثقافية
هذا بالاضافة الى النقص الحاصل في بعض المعدات الضرورية كالة طباعة وربط المعهد بالانترنت وتكليف اعوان نظافة بالصيانة والتوضيب ليكون في مستوى جمال مدينة طبرقة .

لم يكن المعهد اضافة بسيطة بل هو اضافة نوعية وتاريخية رسخت الاهمية الجمالية والفنية والثقافية بوجه عام للجهة ولمنطقة طبرقة اذ يكفي ان يكون هناك تلاميذ ياتون من عين دراهم وببوش ونفزة لتلقي تعاليم فن العزف والغناء حتى يملأنا الامل في النظر الى مستقبل الثقافة في الجهة .