وداعا للعيش والملح في زمن المصالح
محمد عبد الوهاب .
العيش وهو غذاء الإنسان الرئيسي وكان يصعب علي الناس توفيره في الزمن الماضي وهو من حبوب القمح المطحون ونظرا لعدم قدرة الكثير من الناس فكان البعض يخلطه بحبوب البر أو الشامي ومنهم من كان يصنعه بحبوب البر لعدم القدره علي توفير القمح وكان في مصر يصنع في الافران وفي صعيد مصر كان يصنع في المنازل ويعرف بالعيش الشمسي والملح هو من أهم الأشياء في حياة الإنسان بذلك أصبح العيش والملح شريكين في اهميتهما بالنسبة لحياة الإنسان ولذلك اصبحا من أهم الأشياء واغلاها عنده حتي أصبح فيما مضي العيش والملح هو الميثاق بين الصديق وصديقه وبين الجار وجاره وبين الزميل وزميله فإذا أراد الشخص ان يأمن تعاهد مع من امامه بحق العيش والملح وكان لمجرد ان يتقاسما لقمة عيش مغموسة ببعض حبات الملح أصبح عقد وميثاق للامان بينهما ولا يقدم أحدهما أو كلاهما علي خيانة الآخر ان حتي قول كلمة في حقه تغضبه أو تبخسه حقه .
ما اجمل هذا الزمن الذي كان العقد والميثاق فيه لقمة عيش.
لكن تطور كل شيئ حتي العهود والوعود بعد أن أصبح أغلب اكل الإنسان من اشياء اخري أكثر من هذا الخبز حتي أصبحت الولائم في الحفلات وكثير من أنواع المأكولات مصحوبة بعدد من أنواع الفاكهة مخلوط معها كلمات من اللسان مصحوبة بضحكات صفراء لا يشعر بها حتي قلب عصفور صغير انها ولائم وغنائم وضحكات خصصت لقضاء المصالح فقط وسرعان ماتزول بانتهاء الجلسه .
بدأت في السنوات القليلة الماضيه تغلب علي الطابع الإنساني ضحكات ووعود للمصلحة وبدأ يتراجع معها عهد العيش والملح ليصبح في الدرك الأسفل من الحياة اليوميه لكثير من البشر
Discussion about this post