”
الِمعرى الجديد ( طه حسين )
بقلم الأديبة شروق لطيف. يا من حُرمت من نعمة البصر
ليتقد فيك نورُ البصيرة السديد
شغفُ المعرفة لاح لك مصباحا ً
ليضىء ظلمتك من الأفق البعيد
وسَرت أنوار ُ العلم بين جوانحك
متدفقة من الشريان حتى الوريد
روح ٌ مستنيرة وفكر ٌ حر ٌ يحثانك
على الكتابة بروح الحداثة والتجديد
بمنهج الشك والدليل والبرهان
غصت فى جوانب ِ التاريخ ِ التليد
عصفت بك التجارب ُ لتمسكك بآرائك
لم يلن عزمك وظللت الشجاع العنيد
آثرت الرحيل إلى فرنسا بحثا عن الحرية
إنما عن قناعتك العقلية أبدا لا تحيد
فالروح تنطلق حرة حتى وإن
قيدوا الأجساد فى أصفاد ٍ من حديد
وتصل إلى كل مداركها حيثما
يوجه لها الإنسان ُ وأينما يريد
فتح لك الأدب الفرنسي آفاقا ً جديدة
ساعدتك على الإرتقاء فى التشييد
وبهذا المنهج الفكرى الفريد تقلدت
الأوسمة وتبوأت المنصب َ الحميد
ومَنّ عليك القدر عوضا ً ب ” سوزان ”
فكانت الحبيبة والسند العضيد
قلبك عند سماع صوتها لم يعد يشعر بألم
إذ كان في أذنك كعذب القريض
فهى العين التى بها عن النظر تستعيض
توأم روحك والسلوى وبيت القصيد
تأثرت بمنهج ” أبو العلاء المعرى ”
وصادقته بوثاق ٍ سري ٍ وطيد
حيث تتلاقى الأرواح ُ المتشابهة
وإن فصل بينهما الزمان ُ البعيد
تبحرت فى ” اللزوميات ” وكتبت
الكتب وأضفت من الدر ِ المزيد
سريع ُ القلم بديع ُ الكلم لكل
فنون العربية وأسرارها تتقن وتجيد
سحر ُ البراعة مكنونُ لديك
سنظل من أنهارك نستقى ونستزيد
منارة ُ البديع وعن جدارة متربعا
على عرش ِ الأدب العربى المجيد
وعلى مر العصور يشاع ذكرك
مستحق ٌ على الدوام لقب ” العميد “
Discussion about this post