منعم سعيد مجددا في مسرح شرقي جديد ومنهج لمسرح آسيوي( بوتوه) Butoh
الهام عيسى
في حديث خاص لملتقى الرواد الأبداعي المؤلف والمخرج منعم سعيديعرف التجديد في مسرح شرقي جديدوفق رؤيةجديدة – قائلا
هو أحد أشكال الرقص المسرحي الياباني والذي اشتققنا منه مسرح البوتو والذي يشمل عدة أنشطة وتقنيات ومحفزات مختلفة سواء الأداء أو الحركة.
بعد الحربب العالمية الثانية، وفي سنة 1959 ظهر رقص بوتو من خلال التعاون بين مؤسسيها الرئيسيين تاتسومي هيجيكاتا وكازو أونو. وقد اشتهر هذا الشكل من الفن بقدرة تحمل الثبات الشديد للجسد وبالقسوة [1] وكان يصعب تحديده وتعريفه. حيث أشار مؤسسه إلى صعوبة وضع تعريف رسمي له. يتضمن هذا الشكل الفني عدة سمات على غرار اللوحات العجيبة، المواضيع المحرمة، البيئات المتطرفة ، ويتم آداؤه عادة بمكياج ابيض على كامل الجسم او يطلى بالطين مع حركات بطيئة جدا. مع مرور الوقت، يزداد عدد المجموعات المهتمة بالبوتو حول العالم باختلاف المثل الجمالية والغايات التي تتخذها.وبإعتباره ينظم تحت ظلال منهج الإحتجاج اتخذته فرقتنا إسلوباً في عملها منذ سنين بإعتباره فناً بصرياً خالي من الحوار ولا ينتمي لنظريات المسرح الغربي بكونه من جذور آسيويه يجعلنا قريبين من الانتماء إليه كآسيويين بإنتمائنا الثقافي والفني والإبداعي
من اهم الاعمال التي قدمناها كعروض بوتو درامي من عام ٢٠٢١٠ والى اليوم هي مسرحية( شواطئ الجنوح) ومسرحية (سسيولوجيا التفاح )ومسرحية (كولاج )و مسرحية ( عزاء ما تبقى) بإسلوب فن مسرح Butoh تأليف واخراج منعم سعيد
الفنان العراقي العالمي …. منعم سعيد باحث ومؤلف ومخرج في فن البانتومايم ….يعد واحداًمن أهم كوادر المجدده في مجالات الفن والاداب والثقافة والمسرح وبالاخص الفن المسرحي البَصَري …..
نعم.. إنّ الخوض في رؤية ماهو جديد والذي يرسخ فكر ثقافي مستنير للإنسانية ويتم التعبير عنه من خلال فن التكوين بجسد الممثل للفن البصري الذي تميّز به عبر اربعة عقود من الجهد الابداعي الواعي بإكتشافات جديده في هذا المضمار بلغة عالميه وبأساليب اكتشافيه ورؤى حديثه تواكب المسرح الحديث في العالم والوطن العربي ، ليصبح الفنان منعم سعيد إضافة حقيقية بين النخبة المنتقاة بعناية فائقة ، والتي تحمل معول التنوير الثقافي حول العالم .ونكتشف ذلك عندما ننظر الى السيرة الذاتيه للفنان(( منعم سعيد)) نكتفي بأن نقف امام قامه لها منجزاتها الكبيره في نشر وتقويم واكتشاف ماهو جديد لهذا الفنان كمؤسس ل(جماعة الديوانيه للتمثيل الصامت) والتي تعد الفرقه المسرحيه الأولى في الوطن العربي المتخصصه بفن البانتومايم والتي يقودها فناننا وهي مازالت تقدم عروضها المسرحيه الصامته منذ ١٩٧٨/٨/٢١ الى اليوم بعد تخرجه من معهد الفنون الجميله والى ان حصل على إجازة الماجستير وقد عمل بتدريس مادة التمثيل في جامعة إب اليمنيه و شارك بتأسيس معهد الفنون الجميله/ الديوانيه في العراق وقام بتدريس التمثيل فيه وبقي محافظا على نشاط فرقته جماعة الديوانيه للتمثيل الصامت وهي تقدم اعمالها بمختلف البلدان إضافه الى بلده الام العراق واهم اعماله المسرحيه الصامته التي ألف معظمها اخرجها لجماعته لها – (فصل بلا كلمات) تأليف صمؤيل بيكت – الديوانيه- (كرة حواء ومكعب آدم) تأليف رشاد نزار، سليم على حدائق معهد الفنون الجميله- بغداد – ومسرحياته (أسكتو الضجيج) – بغداد – (صور ملونه) في الديوانيه – و( على آلة العود ) البصره- (لوحات بانتومايم) – بابل -و (أسود وأبيض) التي قدمها في تأسيس منتدى المسرح بغداد من عام ١٩٨٠حتى ١٩٨٤
وبعدها مسرحيات (النحات يرقب ساعته) ١٩٨٤ -١٩٨٦ديوانيه ،كربلاء، كركوك ،منتدى المسرح بغداد – (محاولات) ١٩٨٧ اكاديمية الفنون الجميله بغداد – و(صور في الذاكره) ١٩٨٨ الديوانيه، السماوه، بغداد – (فصل بلا كلمات (2) ) تأليف صمؤيل بيكت ١٩٩٢ بابل – (العزف على اوتار الجسد) تأليف منعم سعيد١٩٩٣- ١٩٩٤ الديوانيه ،بابل ،بغداد مهرجان بابل الرابع كانت تلك الاعمال تعرض في ارجاء العراق
إما اعماله المسرحية في المهجر فقد ساهم الفنان منعم سعيد بالسعي لنشر هذا الاسلوب في المحافل العربيه ساعيا لترسيخ وانتشار هذا الاسلوب المسرحي ليكون اكثر انتشارا واتساعا في مسارح الوطن العربي من خلال الورشات المسرحيه وتدريس هذا النوع من المسرح في الجامعات وكليات معاهد الفنون الجميله وتأسيس المهرجانات والعروض وتأسيس الفرق المتخصصه بفن المسرح البصَري والصامت وكان من اهم الاعمال التي قدمها منذ عام ١٩٩٥ الى عام ٢٠٠٤ مخرجا ومؤلفا هي
– (أسلاك شائكه) في عمان، الاردن – (صمت) تأليف في صنعاء اليمن – ( بين يدي السياب )بمدينة إب، اليمن – (خمسه + قضبان) بمسارح جامعة إب، اليمن – (بغداد لن تسقط) كذلك في مدن إب، عدن ،تعز، اليمن – (تفكيك) بالعاصمه اليمنيه صنعاء، عدن ،
ثم عاد للوطن بعد المهجر بأعمال مسرحيه اخرى فقدم بعد تلك العوده – مسرحية (موجز حب) تأليف هادي المهدي ٢٠٠٥ الديوانيه – (الطريق )والتي استمر عرضها من ٢٠٠٦ – ٢٠١٣في مدن العراق ،الديوانيه ،بابل، الناصريه ،بغداد ،بعروض متباعدة الازمنه – ومسرحياته الاخرى ومنها (القلق) بعامي ٢٠٠٧-٢٠٠٨ بالديوانيه، النجف – و(الكابتن) عام ٢٠٠٩في الأرياف والقرى لمدينة الديوانيه -ثم جاءت المرحله الجديده لتوجهه نحو المسرح الاسيوي لفن البوتوه butohمن خلال مسرحية (شواطئ الجنوح )تأليف قاسم محمد ٢٠١٠-٢٠١١لديوانيه – واستمرت محاولات التجديد والاكتشاف لهذا المسرح الجديد ومحاولات التعمق فيه وإيجاد الطرق والاساليب المميزه بعيدا عن الاسلوب الغربي الاوربي بعد رفض التهميش للمسرح الشرقي الذي تبناه الفنان منعم سعيد في عروضه كمسرحية (حالات وتحولات) تأليف قاسم محمد والتي تم عرضها في مدينته الام الديوانيه – ومسرحية (سسيولوجيا التفاح) تأليف منعم سعيد ٢٠١٥الديوانيه في معهد الفنون الجميله وبقية المسارح الاخرى حين كان استاذا في معهد الفنون الجميله -حتى جاء عرضه لمسرحية (عزاء ماتبقى) في سنة ٢٠١٦ الديوانيه وتبعتها مسرحية (كولاج) ٢٠١٨ على مسرح قصر الثقافه بالديوانيه ومن ثم مسرحية (فريم) عام ٢٠١٩ الديوانيه،
اما عروضه
خارج العراق فقد قدم اكثر من ١٠ اعمال خارج العراق في الاردن عمان، وليبيا بنغازي، وتونس السعديه ومصر الاسكندريه، والسعوديه في جوامع الارطاويه ، واليمن صنعاء وتعز وعدن وحجه، وماليزيا كوالالمبور، ويوكوهاما اليابان وجزيرة مالطا ،مالطا
لقد حاز الفنان منعم سعيد عن اعماله المسرحيه الصامته والبَصَريه على العديد من الجوائز والشهادات والدروع والاوسمه من داخل العراق وخارجه
لم يكتفي منعم سعيد بعروضه الصامته وهو يدور في المعموره بل ساهم وكتب العديد من الدراسات ونشر العديد من المقالات والنصوص واسس العديد من الورشات في العراق وخارجه ، ساهم في تجديد اساليب العرض الصامت في العراق وخارجه واخرج ومثل العشرات من الاعمال الصامته والدراميه الحواريه والصامته في العديد من البلدان والفرق المسرحيه اضافة الى فرقته جماعة الديوانيه للتمثيل الصامت
وقد يعتبر من المجددين في اساليب العرض المسرحي البَصَري في المسرح العراقي والآسيوي
وهذا جعله منبعا ومصدرا لعدد من الباحثين وطلاب الدراسات العليا لتناولهم الكثير من البحوث التي تناولت اساليب العرض وتنوعها في عروض منعم سعيد
وكما حاز على جائزة يوم المسرح العالميITI عامي ١٩٨٣_و ١٩٩٣
اما فن البوتوهBUTOHفيقول عنه منعم سعيد: -نحن ولأكثر من عقد وومازلنا نعمل على ترسيخ نهج جديد الفن مسرحي آسيوي صامت butoh بوتوه كشكل طليعي من المسرح /ألآسيوي ، وبإعتباره حركة فنية ظهرت في اليابان ما بعد الحرب في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي بعد كارثة القنبلة الذريه في هيروشيما وناكازاكي كرقصة إحتجاج ، في وقت شهد تغيرًا كبيرًا وسط الأضطرابات ظهر Tatsum Hijikata 6 / و Kazuo Ohn أصبح مؤسسا لرقصة تدعى Butoh ، ويعتبران من الشخصيات الفريدة كفنانين مؤثرين في القرن الماضي.
حاولنا الاستفاده من هذا الاسلوب الاسيوي في الرقص لنجعل منه نوعا جديدا من المسرح بصفته الشرقيه وعملنا على إنشاء ورشه لتحديد مميزاته واسلوبه لعرض مسرح butoh الجديد الذي تم استنتاجه أو اكتشافه كدراما ،بعد كل ما مرت به البشريه من كوارث وحروب وفايروسات وصراعات اديان وطوائف
كأننا ، نبحث عن حقيقة وجودنا في خظم هذا التشويه لمقدرات الانسان وحياته بفن تمثيلي بطريقة إعادة الاتصال بالحياة من خلال الحركات ، بناءً على أنواع مختلفة من أساسيات الاداء الاحتجاجي . من أجل التعرف بوضوح على وجود الذات الانسانيه بفن من خلاله نسعى للبحث عن تجربة جديدة لأداء الممثل لحركات الجسم والالتقاء بها ، ويتم خلالها توجيه الممثلين إلى ملاحظة الجسد بأدق تفاصيله واجزاءه- الذراعين والساقين والهيكل للجسد والمفاصل- كمجرد مواد أو أشياء طيّعه ، لفحص أفعالنا مرة تلو أخرى وأعادة صياغتنا لنعرف كيف نخوض الحياةبتجديد وتفاعل مستمر وحيوية فعلا وفكرا ووجودا في خصوصية الأفعال التي نعيشها كحال لحقيقة نمارسها بعيدا عن التهميش لوجودنا من قِبل القوى المهيمنه على حريتها ، وصولا الى الذوبان مع تكويننا الحقيقي الأصيل بإنسانيتنا من دواخلنا بصدق في الفضاء الروحي من خلال حواس تتماس مع الجسد ومشاعر الممثل ، لنقود الفن التمثيلي الى عملٍ للارتجال الحسي والشعوري المباشر بصورةٍ جديده تنبع من عالمنا الذاتي الذي نشارك به المتلقي كوحدة واحده و بتداخلاتها الشعوريه ولا شعوريه لتتطابق بالوصول الى حالة رفض أي تهميش والأحتجاج على كل ما لايتوافق مع انسانيتنا والمس بخصوصيتها وذلك بمفاهيم شرقيه خالصه وبفهمنا الشرقي لفلسفاتنا وليس بما مستورد من الفلسفات الغربيه الاوربيه وهذا قد جاء من حقيقة ان الانسانيه تمر بمرحلة خطره يسعى من خلالها المتسلطون بالأستحواذ على كل نقاء فكري وجمالي وإستبداله بالتحكم بالبشريه بطرق مجحفه وقاسيه دمرت اغلب عناصر الحياة الاساسيه للانسان الشرقي بإستحداث الحروب والكوارث والفايروسات وصناعتها بإتقان يغزو الفكر البشري وحصر مغانم العالم بين مجموعه قليله من الايدي الطاغيه الخاليه من الرحمة والانسانيه وصياغتهم لمفاهيم مزيفه ظاهريه تدعو لحماية البشر بحقوق الانسان والسلام التي يرون ان لاعلاقة لها بتمويل الحياةلا بالحقوق ولا بالسلام ولا حتى بترك الانسان يعيش بأمان ويتدخلون عنوة بالطبيعة والبيئة وتوجيهها لمنفعة تلك الفئه الصغيره من المتسلطين وتهميش الأغلبية من البشر وتناسي تاريخها وقيمها الحضاريه الشرقيه بالتهميش وإن احتجاجنا على هذا التهميش هو الصفة التي يتميز بها مسرحنا البوتوه butoh لإعادة واحياء صياغة العناصر الأساسيه لحياة الانسان الاصيله بشكلها المعاصر والتوغل بعالمنا ليس بجانبه المادي فحسب وانما التوغل في الجانب الروحي والطقسي الجمالي بفن يرتقي الى الأصالة بعمق النفس البشريه والتعامل مع عناصر التكوين بمفهومها الشرقي ( التراب . الهواء . النار . الماء ) كفلسفه آسيويه بكل تنوعاتها كخصوصية متجدده في اداء الممثل وفي فن مسرحي جديد بهدف اعادة صياغة فننا بشكل يليق بالحياة ومستقبل الانسان ومحيطه وتطلعاته
Discussion about this post