من بغداد الى دمشق سوراقيو القوافي
بقلم : سلمى صوفاناتي
عندما نكون قادرين على فهم العقول البشرية نمتلك القدرة على فهم الحياة بصورة اكثر شمولية ووضوح .. وبما ان سرعة الضوء هي اقصى حدود السرعات الممكنة كونها تمثل ثابت اساسي في القوانين الفيزيائية الحديثة .. فاننا لا نستطيع ان نتجاوزها في فضاءاتنا الابداعية .. الا من خلال ملتقيات فكرية وتوعوية .. تدعم المشهد الثقافي وتضيء على حضارات وشعوب اخرى تدخل في صلب العمق التاريخي المتجذر .. والذي يساهم في تدعيم اواصل اللحمة الوطنية بين كافة البلدان والطوائف .. اللذين يتشبثون بالجذور والاصالة في ملتقيات اينعت وربت .. لتنتج لنا اوراق ثقافية نضيفها في ارشيف الصفحات المضيئة في تاريخنا المشرق .. ودعما لهذه الفعاليات المثمرة .. وبرعاية كريمة من وزارة الثقافة .. مديرية الثقافة بريف دمشق .. قام وفد رابطة شط العرب للثقافة وبالتعاون مع الاعلامية السورية لبنى مرتضى التي تراست هذا المهرجان الشعري السوري العراقي والذي يحمل عنوان .. من بغداد الى دمشق سوراقيو القوافي .. شارك فيه من الجانب العراقي .. علاء المرقب .. باقر السماوي .. ايناس هاشم .. عطوف الحسيني .. سهاد البندر .. غازي الصالحي .. شيلو كاظم .. وعدد من الشعراء السوريين اللذين اغنوا المهرجان بقصائدهم التي ترتبط بالمفهوم الثقافي بين البلدين .. وقد صرحت الاعلامية السورية لبنى مرتضى :
نحن في سوريا وضمن المواجهات العظيمة التي نتصدى بها على عتبة انتصاراتنا ، عاودنا لنختزن رائحة التراب وطين المعنى لكلمات حفرنا بها جزء من الماضي وكثير من المستقبل فهذه الحقيقة المؤكدة باننا مستمرون غير لاهثون .. نسبح في فضاءات فلك هذه الولادات الفكرية ولهذا اوجدنا طرق السبل لنضع النور على اوجهنا وذلك ضمن هذا المهرجان الشعري السوري العراقي العظيم .. الذي اكد باننا امة عربية واحدة ورسالتنا الحب والسلام .. وهنا نؤكد ضرورة هذه العلاقات التي كانت ركيزة اساسية لنمو قوس هذا الجمال على رقعة هذه الارض .. لنرمم بها ما انكسر ونوحد ما شتت من بغداد الى دمشق سوراقيو القوافي وسنبقى ..
وقد صرح د. بكور عاروب المنسق الدولي لبحوث الراي العام قائلا :
طبعا فيما يتعلق بلا شك بموضوع المهرجان للشعراء السوريين والعراقيين وماجرى في المركز الثقافي العربي بالميدان وبالسيدة زينب الثقافيين .. لاشك بان هذا الامر من الامور الطبيعية والواجبة .. لايجب ان نعتبرها حدثا جديدا او طالعا في حياتنا .. لانه من المفترض والطبيعي ان تكون الحياة الثقافية والسياسية السورية العراقية هي جدول واحد .. وكما يحد الفرات ودجلة في شط العرب .. فيفترض ان تكون دائما ملتقيات الثقافة ومحاور الثقافة العراقية السورية في ملتقى واحد .. وكما يتحد الفرات ودجلة في شط العرب فيفترض ان تكون دائما ملتقيات الثقافة ومحاور الثقافة العربية .. لان هاتين الثقافتين .. ولان الشعب السوري في سوريا والعراق .. هو شعب يحمل ثقافة واحدة .. وامال واحدة .. وكم وكم من السوريين يحفظ الاغاني العراقية ويتغنى بها .. وكم من العراقيين يرون في الشام ورودا من مهدي الجواهري الى بدر شاكر السياب .. الى مظفر النواب .. كلهم تغنوا بدمشق .. فدمشق هي نخلة العراق التي كانت تفيء ظلا على المفكرين والشعراء عندما يكونوا في غالب امتحانات الحياة وفي غالب الاوقات التي كانوا فيها في ضيق وفي عسر لم يجدوا الا الشام ملجئا لهم .. ولم يجدوا الا الشام نخلة تفيء عليهم او تظللهم .. المثقف العراقي بطبيعة الحال .. هو في الشام .. الجواهري كما اشرنا الى مظفر النواب وبدر شاكر السياب .. كل هؤلاء تغنوا بدمشق .. لان دمشق وبغداد هي ظل واحد .. والبعد الحضاري لدمشق وبغداد لا يكتمل الا عندما تتضافر جهود هاتين المدينتين .. ومن الطبيعي ان تكون هناك مؤتمرات ومهرجانات ونشاطات سياسية مشتركة وفكرية ليس فقط في دمشق وانما في حلب وفي باقي المدن وفي كافة المحافظات السورية .. هذا امر طبيعي ان يتحدوا .. وللاسف في سايكس بيكو تم تقسيم سوريا والعراق بطريقة غير منصفة .. فاخذت الموصل وهي من الشام الى العراق بطريقة غير منصفة .. فاخذت الموصل وهي من الشام الى العراق واعطت دير الزور وهي من العراق الى سوريا .. مخترقي سايكس بيكو شائوا ام ابوا .. اصروا على ان يكونوا هذين الشعبيين يعيشان في مكان واحد .. وفي بوتقة واحدة .. فالعراقي اقربائه في الشام .. والشامي كلما تضيق به الحياة ليس له الا العراق ..
من جانبه صرح زياد ميماس رئيس دائرة التعليم بوزارة الثقافة قائلا : وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة ريف دمشق .. وضمن ملتقى ثقافي سوري عراقي يشارك فيه شعراء محليين وعراقيين تم تنسيق هذه الفعالية مع صديقة الثقافة الاعلامية لبنى مرتضى .. في ثقافي الميدان والسيدة زينب .. الفكرة من الفعالية تعزيز الثقافة بين البلدين .. والشعراء هم احد اوجه الثقافة وابوابها .. وهذه الخطوة تعتبر مباركة لوزارة الثقافة .. مما يترك اثرا ايجابيا على صعيد العلاقات الدولية بين البلدين .. لازال لدينا العديد من الفعاليات والبرامج الثقافية مع عدة دول عربية ..
سميرة غانم رئيسة تحرير مجلة البنفسج العراقية السورية افادت بان هذه الفعالية هي سند الياسمين وظل النخيل .. لطالما اسميت العراق ابو اللغة .. وسوريا امها .. وهذه لفتة كريمة من وزارة الثقافة السورية التي تعنى بهذه البرامج بالتعاون مع النقابة .. وفي ذات السياق صرح احمد سيف المدير المفوض للبنفسج بانه مع التبادل الفكري بين البلدين الشقيقين .. وبان دعم الثقافة ليس غريبا على سوريا والعراق وان هذه التشاركية الادبية الثقافية من حيث الشعر والادب والفن في غاية الاهمية ..
بالمقابل صرحت شاعرة الياسمين السيدة هناء داوودي بانها شاركت في هذه الفعالية بقصيدتين .. الاولى تدخل في سياق الحدث من حيث الترحيب بين البلدين .. والثانية بمشاركتها بنص من الغزل الوجداني .. ثم اضافت : كانت لي مجموعة من المشاركات المحلية بين المحافظات .. وهذه اول مشاركة على صعيد دولي .. من ناحية اخرى صرحت الفنانة السورية رانية تفوح : انا ممن يتذوق الشعر والادب .. وكانت لي ثلاث مشاركات بالعراق في مهرجان بابل الثقافي .. يجمعنا رابط اخوي مع اهلنا في العراق .. وقد اعتدت على المشاركات في الملتقيات الشعرية والثقافية وانا اؤيد التبادل الثقافي بين البلدين .. بدوره الشيخ احمد نعيمي ابو شهاب من عشيرة ابو حيان صرح قائلا : تربطنا عشائرنا في سوريا والعراق .. ونجتمع اليوم بالمركز الثقافي كحوار ثقافي بين البلدين . بلاد الشام وبلاد الرافدين .. سوريا والعراق شعب واحد ونفخر اننا لازلنا على لقاء دائم باشقائنا رغم تبعات الازمة التي خلفتها الحروب ..
وفي اليوم الثاني للمهرجان بدات الاعلامية لبنى مرتضى مقدمة المهرجان كلمتها بالحديث عن الولادات الفكرية والحضارية لكلا البلدين وتاثيرهم على لغة الشاعر والحالة الابداعية .. لانها حالة من التماهي مع الاماكن .. ، بالمقابل قدمت السيدة كوكب الاحمد كلمة النافذة الثقافية بالسيدة زينب .. حيث رحبت بالضيوف والحضور والوفد العراقي واكدت بدورها على ضرورة التالف الادبي بين الشعبين الشقيقين .. وان المركز اليوم يستضيف هذا المهرجان الذي حمل رسائل المحبة بين البلدين .. والقى بدوره كلمة الوفد الدكتور باقر السماوي .. والذي تحدث فيه عن وحدة الشعوب .. ودور الشاعر في تجسيد الهوة بين الشعب العربي الواحد فالشعراء هم رسل محبة وسلام ودورهم يجب ان يكون تحت خيمة الوحدة والاخوة والتالف .. شارك من الجانب السوري نخبة من الشعراء الاساتذة .. بحضور كبار الشخصيات السياسية والثقافية .. وفي ختام الفعالية .. قامت الصحفية الدولية سلمى صوفاناتي بمحاورة كافة اعضاء الوفد العراقي وتقديم تغطية شاملة للمهرجان .. ونقلت لصحيفة الرواد نيوز هذه التغطية والتي ستعمم على عدة مواقع اخبارية .. بتوجيه كريم من الاعلامية الراقية لبنى نبيل مرتضى والدكتور اشرف كمال رئيس تحرير صحيفة الرواد نيوز
Discussion about this post