بقلم …شكري سلطاني
ألقت رسائل الشاعر التونسي «أبو القاسم الشابي» أضواء جديدة على شخصيته، وعلى محنته، وعلى معاناته المرضية، والعائلية والأدبية، وخاصة إخفاقه في نشر ديوانه، الذي لم يقدر له النشر إلا بعد 21 عاماً من وفاته، وما سببته هذه المعاناة المرضية والعائلية والأدبية من آلام، عذبت روحه وجسده حتى رحل وهو في ريعان الشباب ..لقد رحل في الخامسة والعشرين من عمره، في التاسع من تشرين الأول عام 1934، وفي أوج عطائه الأدبي والفكري.
يضم كتاب «رسائل الشابي» 34 رسالة، كتبها لصديقيه الأديبين التونسيين، محمد الحليوي ومحمد البشروس، مع 40 رسالة جوابية من الحليوي الى الشابي، و20 رسالة أخرى من البشروس، وصدر الكتاب بكلمة الأديب التونسي أبو القاسم كرّو، الذي خصص جهوده لإحياء تراث الشابي ودراسته، بعنوان «مكتبة الشابي»، بالإضافة الى كتبه ودراساته المتعددة عن الشابي وشعره وأدبه.
وقد أعد الرسائل محمد الحليوي، وقدمها بمقدمة شرح فيها ظروف حصوله على الرسائل من شقيق الشاعر الراحل الأمين الشابي غداة وفاته وأرجع أسباب تأخير نشرها، لأنها «رسائل شخصية تتناول مشاعر صديقين، يتحدثان بكل حرية في مسائل أدبية وعن أشخاص مختلفين عن الوسط الذي كانا يعيشان فيه…»، وأنها «لم تكتب ليطلع عليها الناس أو ليغذي بها حبهم للفضول ومعرفة دخيلة الأدباء..»، و «أن هذه الرسائل تمثل عهد الشباب بما فيه من حماس وعفوية وتطرف وعواطف تلقائية نحو بعض الأشخاص والمذاهب والمشروعات».
Discussion about this post