تونس .. إيمان مزريقي
دموع ودماء وجراح وآلام هي بعض الكلمات التى تلخص حياة الطفل الفلسطيني الذي مازال يعاني من ممارسات الإرهاب الإسرائيلي منذ عقود عاش خلالها كل صور المعاناة والشقاء لكنه استطاع أن يصبح رقما صعبا في معادلة الصراع مع المشروع الصهيوني بعد أن فجر بسواعده التي لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة شهدتها البشرية في وجه قوة محتلة خلال القرن العشرين. هذا الطفل الذي عاش وولد في الخيام، ولم يتعود على الشبع، وتذوق مرارة فقد الأحبة والأهل خلال غارات المحتل المتواصلة وشاهد منزله الصغير تهدمه جرافة الاحتلال، وحرمه منع التجوال من الوصول إلى مدرسته وسلبته رصاصات الجنود أعز أصدقائه، هذا الطفل مازال يملك الكثير من طفولته رغم كل هذا الحزن والألم، مازال يحلم بأن يعيش طفولته كسائر أطفال العالم.
فيجب أن نولي اهتماماً أكبر وأكثر بمطالبتنا بحقوق وواجبات أطفالنا الفلسطينيون في مجتمعنا بكل أطيافه وذلك بالتعاون والتنسيق بشكل مشترك بين الأسرة والمدارس والمعاهد والجامعات في الـمجالات الـمختلفة ، والوزارات الحكومية التي تُعنى بالطفولة وتهتم بشؤون الطفل من نواحٍ مختلفة والتي تقدم الخدمات الاجتماعية والنفسية والتعليمية والصحية والرياضية والترفيهية والغذائية ، إضافةً إلى مؤسسات الـمجتمع الـمدني الـمساندة للحماية والرعاية التي تخص حقوق الطفل في شتى مناحي الحياة ، و من حقوقه اذكر :
تطبيق حقوق الأطفال بشكل واقعي، وتفضيل مصلحتهم عن مصالح الآخرين.
ضمان تواصل الأبناء مع والديّهم في حال وجودهم في دولة أخرى.
التأكيّد على حريّة التفكير للأطفال والسماح بتبادل أفكارهم. رعاية الأطفال الذين لا أُسر لهم واللاجئين وفق الحقوق التي يتمتع بها أطفال البلد نفسه.
حماية خصوصية الطفل.
الوصول إلى مُختلف المعلومات بشتى الطرق والوسائل سواء عن طريق الكتب أو الإنترنت.
توفير سبل الترفيه والراحة لهم. الحماية من الآفات والمخاطر كالمخدّرات، والحرب.
سن مجموعة من القوانين تتناسب مع أعمار الأطفال في حال خرقهم لقوانين الدولة، واتخاذ الاجراء الأنسب ازاءهم. توعيّة المجتمع حول حقوق الأطفال وأهمية تطبيقها.
ولا ننسى ذويّ الاحتياجات الخاصة :
توفير جميع الأجهزة والأدوات الخاصة بهم لمساعدتهم على أداء مهامهم، إذ تُعينُهم على الحركة والتنقُّل بأنفسهم، بالإضافة إلى رعايتهم صحياً والبحث المستمر للتوصُّل إلى طرق الوقاية والعلاج الطبي والنفسيّ لهم من قِبل الدولة. تزويد أُسر أطفال ذويّ الاحتياجات الخاصة بمساعدات ماليّة لتوفير مستلزماتهم.
إتاحة الدولة الفرص لتبادل خِبراتهم من أجل التوصُّل إلى أفضل الطرق لرعايتهم ودمجهم مع المجتمع.
تأهيلهم للعمل من خلال مجموعة من الورشات التدريبيّة والمجانيّة.
استخدام شتى السُبل لتمكينهم من الوصول للعملية التعليمية بسهولة.
توفير فرص تضمن مشاركتهم في تنميّة المجتمع ليشعروا بأهميتهم.
كما انه عليهم واجبات و منها:
واجبهم ان يطيعوا الوالدين ومعاملتهم معاملة حسنة .
الاستفادة من تعليمهم وتقديم الاحترام للكبار والاصدقاء وكل ما هومفيد للمجتمع .
يعملوا باجتهاد ليكون محيط العائلة سعيد ومسالم وان يؤثر ذلك بالتالي على محيط المجتمع .
عليهم الاعتراف بالعرفان إلى القائمين على رعايتهم ويجب اظهار التقدير يوميا. حتى لوكان مجرد عناق وقبلة صغيرة وشكر بسيط أعرب لهم من القلب. فهذا يعني الكثير للوالدين أو مقدمي الرعاية .
ينبغي أن تتضمن واجبات الأطفال المساعدة في اعمال المنزل وتنفيذها.
واجب للتأكد من القيام بواجباتهم المدرسية ، والنجاح في الامتحانات بتفوق وهذا يعني اعطاء قصارى جهدهم في الصف المدرسي.
ينبغي أن تتضمن واجبات الأطفال لاظهار الاحترام لزملائهم والمدرسين والأشقاء.
واجب الأطفال أن يكونوا صادقين وحافظين للامانة .
لكن و للأسف لا يمكن تحقيق اي من هذه الواجبات اة الحقوق، فمعاناة الطفل الفلسطيني مضاعفة, فمن ناحية الواقع الذي تعيشه الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام الفلسطينية وما ينتاب هذه المؤسسات من ظروف صعبة وتقاليد لا تستند إلى ثقافتنا العربية الإسلامية, ومن جهة ثانية ما يتعرض له هؤلاء الأطفال من إرهاب يمارسه الاحتلال الصهيوني بأبشع صوره. فيحرم الطفل الفلسطيني من أبسط الحقوق في حقه بالتعبير عن رأيه إلى حقه في الحياة والحرية والحماية والتعليم وغيرها من الحقوق التي دعت إليها مختلف القوانين والشرائع الدينية والوضعية.
Discussion about this post