.
شجرة النور الزكية من النفحات الحامدية
في مولد خير البرية بقلم أ . د محمد عبدالجليل
شجرة النور الزكية من النفحات الحامدية
في مولد خير البرية بقلم أ . د محمد عبدالجليل
صلى الله عليه وسلم
بقلم
أ.د. محمد عبد الجليل حسن أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر.
أنشد مولانا العارف بالله تعالى قطب الأقطاب غوث الأمجاد وحيد دهره وفريد عصره وإمام وقته وحجة زمانه وبٓرٓكة مكانه الجهبذ الكبير والشيخ الجليل والحبر العظيم الداعي إلى ربه على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة في يقين المحقق المدقق سيدنا الإمام محمد الطاهر الحامدي رضي الله عنه وأعلى قدره في المقربين.
أنشد فضيلته في مناسبة مولد الهدى والنور قصائد عديدة بأبيات فريدة وكلمات فائقة مجيدة وحروف عالية منيرة تنم عن مدى حبه لهادي الأمة ومنقذها من الغمة ومنجيها من الظلمة وشفيعها يوم الحسرة سيد الأولين والآخرين النبيّ الأمي الهادي الأمين سيدنا محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في الأولين والآخرين إلى يوم الدين.
وشيخنا الطاهر كان حريصا داما على التمسك بصحيح الدين من خلال نصوص الكتاب وأحاديث السنة بعيدا عن غياهب البدعة والمظاهر الشركية والضلالات والخزعبلات التي يمجها الدين ويأباها العقل السليم لذا كان رضي الله عنه آية عظمى في تنفيذ أوامر القرآن الكريم والسنة النبوية الغراء قولا وعملا تطبيقا وسلوكا ودعوة صادقة بالمنهج السنيّ الأصيل بما يدل على عظيم فقهه وبالغ ورعه ورسوخ قدمه.
أنشد رضوان الله عليه في مولد سيد المرسلين صلوات عليه وسلامه قائلا:
وُلـِدٓ الـبشـيرُ ولاح فجْرُ ضـيــــــــــائِهِ
أُمَّ القُرى قُومـي احْتَفِي بـلقـــــــــــائِهِ
واسْتقبـلـي الـحظَّ السعـيـدَ بقــــــــادمٍ
وفَدَ الهـنـاءُ إلـيكِ حـيـن وفـــــــــائـــه
لـمـا بـدا فـي الأفْق طـالعُ سعــــــــدِهِ
وتـوالـتِ الأنـبـاءُ مـن بُشَـَـــــــــرائـــه
في الـبـيـتِ فـي الـحـرمِ الأمـيـنِ ومـنْ بِهِ
في الكـون طُرّاً أرضِهِ وسمـــــــــــــائه
كـالكـوكب الـدريِّ فـــــــــــــي لألائِهِ
والهـاطلِ الـوَسْمِيِّ فــــــي آلائــه
النّورُ يلـمع مـــــــــــــــن تألُّق وجهِهِ
والفـيضُ يـنـبع مـن تدفُّق مــائه
والـبشْرُ يـنطقُ بـالـمحـامد في اسْمِهِ
والسَّعـدُ والإقبـالُ فـي سـيـمـــــــــائه
واديك بـاكَرَه الـحَيَا بربـــــــــــــيعِهِ
وانْسـاب كلُّ الخـير فـي أحـيـائه
فَسَلـيـهِ مـا نسج الربيع بأرضِـــهِ
مـن بُرْده وحـبـاه مـــــــــــــن أندائه
وسَلـيـه مـا وهـب الجـمـــــــــالُ لقَفْرِهِ
وكـسـاه للجـرداءِ فـــــــــــــي بَيْدائه
وَسلـيـه مـا أغرى وحـــــــــــــرّك طَيرَهُ
فـوق الغصـون ومـا دعـا لغنــــــــــائه
حلَتِ الرِّيـاضُ خمـائلاً وجـــــــــداولاً
عـن متعةِ الأبصـار بـيــــــــن خلائه
فـالـحُسنُ بـيـن الـحـور فـوق قصـورهــــا
كـالـحُسْنِ فـوق رمـاله وظبــــــــــــائه
والـدرُّ والـيـاقـوتُ أرخـصُ قـيـــــــــمةً
مـن قـيـمة الـحَصْبـاء فـي بطحــــــــائه
والـمسكُ مـا فـاحت نســـــــــــائمُ عَرْفِهِ
مـثل النّسـيـم الرَّطب فـي فـيحــــــــائه
فـيضٌ مـن الغـيث العـمـيـم أصــــــــابَهَ
وهدًى أضـاءَ سَنـاهُ كلَّ فضــــــــــــــائه
وحُلى حـواهـا جـيـدُهُ مـــــــــــن كفِّ مَنْ
كلُّ النّدى والجـودِ بعضُ حـبــــــــــــائه
( صلوات ربي وسلامه عليه مادامت السموات والأرضين ورحم الإمام الشيخ الطاهر الحامدي ورضي عنه وأرضاه وأعلى قدره وأسمى منزلته في عليين- اللهم آمين)
القصيدة منقولة من ديوانه (قيثارة الحب النبوي ).
Discussion about this post