الكلبة لايكا اول كائن حي يغزو الفضاء ..
بقلم : سلمى صوفاناتي
تدور احداث قصتنا هذه في عام 1957 – حين ظهرت اشهر كلبة على وجه الارض بعد الترويج الاعلامي لرحلتها .. وكذلك قيام الحلفاء السوفييت ( رومانيا ، المانيا ، بولندا ، كوريا الشمالية ) تحمل اسمها وصورتها ..قبل ثلاثة ايام من موعد الاقلاع دخلت لايكا مرتدية بدلة فضاء بقيود معدنية داخل المقصورة الضيقة التي ستقوم بها خلال الرحلة .. والتي لا تسمح سوى فقط بوضع بوصات تعيقها عن الحركة .. بالاضافة الى تجهيزها باجهزة استشعار وكذلك جهاز صرف صحي .. وفي الثالث من نوفمبر عند الساعة الخامسة والنصف صباحا .. انطلقت سفينة سبونتك تو و دي جي .. وصلت الى خمسة اضعاف مستويات الجاذبية الارضية .. لقد ارعب لايكا ضجيج وغموض الرحلة حتى ان معدل النبض لديها ارتفع الى ثلاثة اضعاف المعدل الطبيعي .. تضاعف معدل التنفس عندها الى اربعة اضعافه .. وهناك تقارير تم الافراج عنها تخص تلك الرحلة .. اكدت بان لايكا وصلت الى المدار وهي حية .. ودارت حول الارض لمدة 103 دقائق .. ولكن لسوء الحظ ادى فقدان الدرع الحراري داخل المركبة الى ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير متوقع داخلها .. لما يزيد عن تسعين درجة مئوية .. بعد وقت قصير من الاطلاق .. وهو مايعني ان لايكا لم تستطع ان تتجاوز مدار او مدارين على اقصى تقدير قبل ان تلقى حدفها .. لتستمر سبونتك تو في الدوران بعد وفاة لايكا لمده خمسة اشهر فقط ..
في النهاية : قد يبدو الامر قاسيا على الكثيرين .. وخصوصا – هؤلاء اللذين ينادون دائما بحقوق الحيوان .. نحن لا نختلف معهم .. لكن دعونا نتفق على ان تجربة مثل هذا الامر على الحيوان كان ضروري جدا لتمهيد لسفر البشر .. والبدء في مرحلة جديدة للبشرية وهي مرحلة غزو الفضاء ومعرفة عوالم لم يكن للبشر معرفة بها من قبل ..
ويكفي لايكا ما لاقته من مجد وتخليد وحفاوة حتى يومنا هذا .. فلقد تم تاليف العديد والعديد من المقالات والكتب والروايات عنها .. واصبحت رمزا لغزو البشر للفضاء .. وتم صنع العديد والعديد من التماثيل لها تخليدا لذكراها .. كما انه يكفيها فخرا انه تم تفضيلها هي وفصيلتها من الكلاب للقيام بتلك الرحلة الخالدة .. عن القرود .. لسبب قد يبدو منطقيا وهو ان الكلاب الضالة في الاتحاد السوفيتي في هذا الوقت كانت متوفرة بكثرة .. والتعاطف معها لم يكن كما ينبغي .. وبالتالي : لم تكن هناك تكلفة او مسؤولية تذكر
Discussion about this post