من الفكر والقلب وحوار خاص مع المبدع احمد السيد
بقلم : سلمى صوفاناتي
في عالم الزمن الجميل .. قصص واساطير تروي مالاعين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على بال بشر .. فاذا كانت الموهبة رزقا من الله فقد من الله عليه بمفاتيح رزقه .. واذا كانت الاجادة اجتهاد .. فانه متفان في عمله وليس فقط مجتهد .. واذا كان النجاح يحتاج للصبر .. فانه ايوب الموهوبين ..
فنان بكل مافي الكلمة من معنى .. متمكن من ادواته الى حد رهيب بحيث يخيف منافسيه ويمتع متابعيه بروعه الاداء .. وحسن الانتقاء .. وماذا ننتظر من رجلا نشا ليكوم مبدعا متميزا .. اجتهد على نفسه كثيرا لانه تيقن ان النجاح لاياتي على طبق من ذهب .. مسيرة عطاء دامت اكثر من اربعين عاما .. تمكن من خلالها ان يحافظ على مستواه المرموق .. سواء في اعماله الاذاعية والتلفزيونية ام المسرحية .. لعلكم الان قد عرفتم من هو ضيف حوارنا لهذا اليوم .. انه وبكل فخر الكاتب والممثل والمخرج المتالق احمد السيد .. والذي حل ضيفا كريما على اسره مجلتنا .. مجلة الرواد ومبدعي العالم .. ليسرد لنا مسيرة نجاحه قائلا :
اذا كان النجاح بات جزءا من شخصيتي .. فان جسر العبور الى ذلك النجاح هو الموهبة والثقافة والتربيه الفنية الاساسية .. واذا لم تكمن هذه الموهبة في ذاك الشخص متوفرة .. فحتما سيكون ممنوعا من دخول عالم الابداع والمبدعين .. بداياتي في عالم التمثل كانت من خلال المسرح المدرسي في المرحله الابتدائية .. تولدت عندي فكرة الكتابه المسرحية في سن مبكر .. ومن خلالها صرت اقدم باسم المدرسة مجموعه من اللوحات كانت من تاليفي واخراجي واحيانا تكون من بطولتي .. ومن ثم انتقلت الى المرحلة الجامعية وبدات انطلاقتي من خلال المسرح الجامعي ..وكان للدراسة دور فاعل في ثقل موهبتي وتطويرها .. خاصة وان الظروف سنحت لي بالاحتكاك المباشر مع كبار الفنانين ..
اما العلامه الفارقة في حياتي فقد تجلت في دخولي الى عالم المسرح المحترف .. والذي دخلته عن طريق المسرح العسكري في سوريا .. وكنت بفضل الله ومنه متمكن من ادواتي التي حباني اياها ربي .. عاشرت في تلك الحقبة كبار عمالقة الفن السوري .. وبعد انتقالتي الى مرحلة الدراسة الجامعية قدمت عده اعمال باسم الجامعه لاقت استحسانا كبيرا من قبل الجمهور .. ومن ثم دخلت الى عالم التلفزيون بصفتي كاتبا وممثلا .. وكنت عضوا فاعلا في نقابة الفنانين وكانت باكورة اعمالي التلفزيونية مسلسل عوده غوار .. والذي كان من بطوله الفنان الكبير دريد لحام .. قمت بكتابة عده اعمال تلفزيونية ثم انتقلت الى كتابة الاعمال الاذاعية .. مكنتني من امتلاك رصيد كبير تجاوز ال 4000 ساعة اذاعية .. والتي كان له دورا فاعلا في دخولي الى عالم الشهرة .. ورفعت من مكانتي بين الناس ..
مؤخرا انهيت كتابة عمل تلفزيوني حاز على رضا وقبول وترحيب لدى الجهة الانتاجية ..
حزت على عده جوائز كان ابرزها الجائزه الذهبيه بمهرجان تونس للاذاعة والتلفزيون .. ومن ثم حصلت على جائزه فضيه في تونس وجائزة ذهبية اخرى بمهرجان القاهرة وجائزتين ذهبيتين في مهرجان الحديد للعراق .. والكثير من الجوائز العربية والمحلية والعالمية بمجال الكتابه الاذاعية.. كل هذا لاني اعتبر الكتابة عشقي ومتنفسي لكونها تعبر عن ذاتي وعن مايجول بخاطري .. وكذلك فانني اكتب هموم الشارع بعد ان انخرط بالناس بشكل مباشر .. وهذا مايميزني عن غيري من الكتاب .. سواء على صعيد الدراما الاذاعية و
ام التلفزيونية .. فجميع الشخصيات التي اكتب عنها حية ملموسة .. ومجرد ان يراها المشاهد او يسمعها فانه يعرف انها شخصيات حقيقية .. فاكثر مايهمني بهذا الشان الناس المتواجدين في قاع المجتمع .. والذين يعانون من الفقر الشديد فباتوا يشكلون هاجسا كبيرا يحفزني على الابداع .. اكتب واقعهم بكل صدق وشفافية .. فانا اعشق الكتابة منذ نعومة اظفاري .. كتبت الشعر والقصة القصيرة وكانت اول محاولاتي الشعرية في الصف الثالث الابتدائي ..بداياتي كانت بريئة ومن ثم تمكنت من تطوير ادواتي وكان لاساتذتي دور فاعل وداعم في تطوير موهبتي ..
اذكر ان بعض اساتذتي قد تنبؤا لي بمستقبل زاهر في الكتابه ونعتوني بصاحب الفكر والقلم النظيف الصادق .. مما دفعني ان اكون اكثر حزما والتصاقا بالناس البسطاء .. وقد كان لي مجموعة انجازات اعتز بها .. فانا اول شخص في العالم كتب الموندراما الاذاعية .. وهو موضوع شائك وصعب .. قد ينجح على خشبة المسرح اما في الاذاعه فهو امر مستحيل .. لذلك عملت على انجاز برنامج اسميته الموندراما الاذاعية وتمكنت من ترك بصمة لافته في هذا الاطار .. اضافة لذلك فانا اول شخص قدم شخصية الابكم في الاذاعة وهذا موضوع خطير استطعت ان انجزه واسيطر عليه واقدمه ضمن قالب مميز .. فكان هذا الانجاز من اروع ماقدمت في الدراما الاذاعية التي جعلتني اوقن انه اذا لم يكن الكاتب مبدعا فهو لايستحق هذا اللقب .. يتوجب عليه ان يتميز بعطائه وبطرحه في جميع مشاهداته .. قلتها للملا : اذا من الله سبحانه وتعالى بعشر اياد فسوف اكتب بها جميعا الى ماشاء الله ..
ختاما : اشكر مجلة الرواد ومبدعي العالم على هذه اللفته الكريمة كل الحب للدكتور اشرف كمال رئيس مجلس الادارة وللصحفية المميزة سلمى صوفاناتي
Discussion about this post