هو الشوق… للشاعرة حسناء حفظوني .
.. بقلم الأستاذة الشاعرة حسناء حفظوني تونس
هو الشوق كالقهوة
لا يعترف بالحياد
سكّر الذكريات يا سيدي
إذا سقط بظلام الفراق
لا يحتاج ملعقة
لنذوب قسرا في فناجين الحنين
هو الشوق….
كالريح الصرصر
اذا هبت بلا موعد
هزت أعطاف القلوب
وهذا الجسد المسجى في تابوت الهجر
لم يسلم الروح بعد،
مازال يضطرم في مهب الاشتياق
عاصفة النبض هوجاء يا سيدي
أبدا أبدا لن ترحم العاشقين
هو الشوق…
زائر كالحريق
يؤجج كل الحنايا على حين غرّة
نهرب منه إليه
لا منفذ ينجينا من جحيم الحنين
هو الشوق،
مهما سكبنا ماء الصبر عليه يا سيدي
لهب اللهفة يرتفع عاليا،
ليس بمقدور مارد الحب أن يستكين
هو الشوق..
إذا هجم بغتة
لن تنفع في الحرب معه
فروسية العشق
مهما كان حجم التجارب
هو الشوق
غزاني عنوة من كل اتجاه
كجيش عرمرم
قاتلني يا سيدي بشراسة
صريعا طرحني بسيوف الوجد الدفين
هو الشوق…
نتوب منه اليه
لا تسل الروح يا سيدي متى
وكيف اغتالها
ولا تعاتب فؤادك المعنّى
ان هو في أتون الغياب احترق
سل نشيج الآهات
كيف صار لحنا نزيف الوجع
وعانق لهيب الدمع بين ألسنة الأنين
هو الشوق…
سلطان الهوى المستبد
يثملنا عطشا والماء قريب
هو الشوق لا يعترف بالهزائم
نكابر في حضرته يا سيدي
لكن العشق قدر عنيد الهيّ التكوين
مهما أخذنا من حبوب منع الحمل
ينمو في أحشائنا غصبا عنا
و يكبر بقدرة قادر مثل الجنين
هو الشوق لا نعرف طعمه
بين حلاوة الذكرى
وملح البين المحتّم
ومرارة الفراق اللعين
هو الشوق نخب غريب المذاق
نشرب كأسه العمر يا سيدي
ولو كنا لوجه الله المستغني صائمين
هو الشوق…
لا تسلِ الشمس كيف غزتها النار
وكيف صار قلبها شعاعا
وكيف احترقت في غضون الحنين
ترقّب لحظات الغروب المفاجئ
هناك انتظرني على شفق قبلة
ستنطفئ شعلة الشوق يا سيدي
حين العناق الأرجواني العجيب
في قرار الحب المكين
بقلم الأستاذة الشاعرة حسناء حفظوني تونس /
Discussion about this post