جوهر الأنوثة ،،،،(باقات الأمل)
قراءة في لوحة أزهار الريح للرسّام العالمي جون وليام ووترهاوس(1849- 1917).
بقلم الدكتورة بهيّة أحمد الطشم
تتمايل نجمة الأيقونة على ايقاع اهتزاز الرّيح التي هبّت فجأة ابّأن جمعها لأزهار الحقل كي تصنع منها باقات أمل للآتي من الأيام…
ولعلّنا نتأمّل بعيون الاعجاب في حنايا اللوحة المسبوكة بألوان الفرح السّاطع تحت عين الشّمس (مركز الكون ).
تنطق تفاصيل اللوحة الموسومة ب “أزهار الريح” بلُغة الجمال العارم,ولا غرو في ذلك ,لأنّ الرسّام جون وليام ووترهاوس( رائد الاتجاه الرومنسي في فن الرسم) قد اضطلع بدوره الفني أجمل اضطلاع ,حيث أنّ رسم ملامح الأنوثة الجميلة هو من اختصاص ريشته المُبدعة.
وقد احتلت المرأة المُرهفة حيزاً مرموقاً في لوحاته,وكان لها النصيب الأكبر من ابداعاته,فكانت اعماله الفنية نابضة بالمشاعر سيّما وأنّه تتلمذ في الرسم على يد والده بعدما تأثّربه.
اذاً ,تحتضن الفتاة البهيّة أزهارها بعناية بارزة كي لا تسرقها أو تبعثرها الريح الهوجاء.وتبدو الأشجار الغضّة في خلفية اللوحة متسامقة ,حيث تناجي العلاء بلغة الشموخ الذي يتحدّى العواصف الجمّة.
وبالمُوازاة تضع أميرة اللوحة احدى يديها على شعرها المنسدل على كتفها كي تحميه من جنون العاصفة.
والمُلفت هو اظهار الفنان لنجمة العمل الفني الذي نحن بصدده وهي حافية القدمين,ما يدلّل على عمق التجذّر والانتماء في العلاقة الاستثنائية مع حاضنة وجود الانسان(الأرض).
وفي اطار استقراء فلسفة الألوان,تتماهى الألوان الزّاهية في ثوب نجمة اللوحة مع بساتين الورود,حيث يعكس اللون الأبيض نقاء القلب المُرهف,وينغمس اللون الزهري في حدائق الألق ليصنع مجد البهاء,كما يُحاكي اللون الأخضر في الأشجار تباشير الخير وجوهر التفاؤل (سيّد السّعادة,وسرّها)
ولعلّنا نلتمس حكمة ساطعة تبدّد بعض الظُلمات الحالكة في زمن العجائب ألا وهي: ما أروع مواجهة مصاعب الحياة بثبات الطير في ثورة العاصفة !
Discussion about this post