“مسئولية إغتيال جوهر الإنسانية ”
بقلم الكاتبة والشاعرة سوزان حبيب
* الله مالك السماوات والأرض صانع الأفلاك والمجرات ، مشرق الشمس ومغيبها ، القوي الجبار ، الحامي الحافظ ، الرؤوف الرحيم خلق الإنسان بتكوين معجزي صعب الفهم ومعقد التركيب . وبرغم تقدم العلوم الطبية فإن علماء الطب على مستوى العالم ماذالوا حتى الآن يكدون في الدراسة والبحث لإكتشاف خبايا خلايا وأجهزة جسم الإنسان لتحديد علاجات كثير من الأمراض وأحيانا يعجزون .
★ إلاّ أننا نتوقف بعمق التأمل في محبة الله للإنسان ، فخلق له الطبيعة الخلابة بجمالها الآخاذ ، وخلق الإنسان في أروع صورة ، وأبدع في ملامح ودقائق جوهره ومنحه أروع سمات الإنسانية .
* الله خلق النفس البشرية مفعمة بالبراءة ، والحياء ، ونقاء القلب ، وعفة العين ، وتوجه بالضمير الحي وسيده على الطبيعة وسائر الكائنات
ومنحه الحرية في إختيار طريقه مخيراً و ليس مصيرا
* وعاشت النفس البشرية ملتزمة .. أمينة تسعى لرضى الله وتخشى غضبه وعدل عقابه في جحيم لانهاية له
* الآن قد تشرد الإنسان في غياهب الشرور وناء بعيداً عن طريق الله والحق والعدل ، وتغرب في وديان التيه ملبيا دعاوى الشيطان وإغراءاته الخبيثة فتعاظمت شهواته الدنيوية وقتلت قناعاته الفطرية فبعدما كان قانعا بالسكن والقوت والكسوة ، صار لايكتفي مهما منحه الله من خيرات
* صار الإنسان عبدا لشهواته المادية والجسدية والترفيهية وتبدل جوهر الإنسان في الغالبية العظمى إلى جوهر يخلو من عمق الفكر الإيماني الجوهري الذي يتبلور في سلوك مستقيم لا يحيد عنه
* صار الإنسان عبدا لشهوات الإقتناء ولم يعد عبدا لله ، بل أنه تجاوز حدوده كمخلوق ونصب نفسه إلها ، وديانا لإدانة الآخرين
* إنتشرت آلهة وسوس لهم الشيطان بشراهة إعتلاء المناصب والنفوذ وإمتلاك المنتجعات والفنادق والڤيلل والقصور والأرصدة بالمليارات
* كثرت آلهة تتلاعب بالقوانين ودست قوانين الظلم بثغرات تحمي ممتلكاتهم المختطفة من أقوات الأمناء الأتقياء
* آلهة تنفر العباقرة المخترعين ليهربوا خارج الوطن يصبون عبقريتهم في مشروعات تدعم الغرب ، وفي داخل المؤسسات المصرية يضطهدون الأكفاء الأمناء ذوي الضمائر الحية ويستبعدونهم ويأتون بالفاسدين فيستمر ويتوغل الفساد
* لقد تخرجوا من مدرسة إبليس ثم تفوقوا عليه فصار يتعلم منهم كيفية تصنيع الظلم والكيل بمكيالين بأساليب التمييز الطبقي المقيت الذي ينصف الجاني وينسف المجني عليه ، لنقل في بعض الأحداث القاسية أن الشيطان يخجل من جرائم الإنسان .
* إنقلب جمال الإنسانية إلى قبح بغيض ، وعبودية الإنسان للخالق الديان العظيم إلى عبودية الشهوات الفانية
وتحولت القلوب اللحمية إلى قلوب حجرية قاطعة صلة الرحم ونفوس قاتلة للأبرياء ومغتصبة لكل مالا يحق لها
* إن معطيات العصر المؤسفة من الأوبئة والغلاء وسفك الدماء تنذر بقرب الساعة والدنو من نهايتنا على أرض الفناء وبالرغم من إدراك البشر لهذه الإنذارات
إلاّ أن وهم الإمتلاك الزائف يتغلب على القيم الإنسانية التي كادت تندثر
* نحلم بعودة قدسية الرسالة لوزارات التربية والتعليم ، والتعليم العالي ، والثقافة والعدل ، والإعلام
* نحلم برفع راية الحق دون تمييز وقانون لايكيل بمكيالين
* نحلم أن يعود كل ملحد إلى عبادة الله الخالق العظيم
* نحلم بسيف العدالة يردع كل فاسد دون تصالح يقتل هيبة القانون
* نحلم بكل ما يعيد للإنسانية إستقامة السلوك وقناعة الإقتناء وعفة اليد والعين
* كل قيادي في مؤسسات الدولة التعليمية التربوية والدينية والقانونية والإعلامية مسئول عن إغتيال جمال الإنسانية ، فهل من قدوة تحتذى ؟؟؟
بقلم / سوزان حبيب
Discussion about this post