لله يا محسنيين،،،، بقلم نورا عواجه
بقلم نورا عواجه
لا أظن أن أحد منا لم يسمع هذا النداء فى يوم من الأيام . ولا أجد بيننا من لم تمتد إليه يد أحد السائلين طالبا حاجته ،
خاصة فى تلك الأيام الصعبه
وكما نحن مختلفون عقلاً وعاطفة ،
بالتأكيد وقع هذه الكلمة سيختلف بحسب تفكير ومشاعر كلا منا ،
فالغالبية تعطى وحاشا لله فالمعطى هو الله وحده .وما نحن إلا أسباب . ولكن يختلف شكل العطاء ،
فمنا من يعطى بشكل تلقائي وروتينى ومنا من يعطى بنية خالصة لله ، ومنا من يعطى برياء وتفاخر . ونعوذبالله منهما . ومنا من يعطى بالمن والأذى وليته ما فعل ،
ومنا من يرفض بصمت ومنا من يرفض بقسوه . غير مبرره .ومنا من يرى فى هذه الكلمة نقطة ضعفه ويعتصر قلبه ألماً أمام رجل كأبيه . أو إمرأه كأمه تمد يدها والله وحده أعلم بالظروف التى جعلتها فى هذا الموقف المٌهين .ويتمنى من داخله أن لو كان بيده ما جعل على الأرض جميعاً سائلاً واحد .
وقبل أن أسمع العبارة التى تدور فى كثير من الأذهان ،
دول كدابين .دول حراميه ونصابين
أنتى عارفه دول بيكسبوا كام ؟!
فأنا يا سيدى الفاضل وأختى الحبيبه أعلم جيداً بأن منهم الكذابين والنصابين ووقعت أكثر من مرة ضحيةً لهم .
ولا ولن أدعو يوماً ما إلى التسول ولا أساند أبداً الكسل والتراخى ولا أدعم هؤلاء الذين منعهم قلة الحياء والدين من قبل . أن يجمعوا ثروة دون بذل أى مجهود أو عرق . لا والله فأنا أبرء من الله منهم ، ولكنى أقصد هؤلاء المحتاجين . الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ، وفى الرقاب والغارمين وإبن السبيل ، كما ذكرهم الله ،
هؤلاء المغلقة عليهم الأبواب ولا أحد يعلم عنهم أى شيء ، الذين نحسبهم أغنياء من التعفف لأنهم لا يسألون الناس إلحافا .
ومنهم هؤلاء الذين ضاق بهم الحال خلف الأبواب المغلقه فخرجوا يٌعلنون حاجتهم ولكن ما تكنه صدورهم لاتستطيع أى لغه أن تعبر عنه
فأنا والله لا أجد على ظهر الارض ما يساوى جلسه سيد كأبي أو سيدة كأمى تمد يدها سائلة الناس أعطوها أومنعوها .وهى مجبرة أن تتحمل رودود الأفعال المختلفه فمنا من يرضيها بكلمه ومنا من يٌلقيها بحجر( أقصد كلمه ) يقسم بها روحها وقلبها وكرامتها دون أن يٌلقى لها بالاً ،
وأمام مواقف كثيره أتعرض لها يومياً وعلى سبيل المثال لا الحصر ، مجموعة من الشباب ، يتقدم لهم أحد السائلين منهم من أعطى ومنهم من رفض ..
بعد ثوانى معدودة بيشتروا وجبات عالية الثمن جداً . وسألت نفسي لو إتنازلوا عن نص تمن الوجيه دى . وأشتروا وجبه أقل فى السعر .كانوا هيخسروا حاجه؟!
أعياد الميلاد إلى بينظمها الأصدقاء لواحد منهم فى نادى أو مطعم غالى الثمن أيضا لو جمعوا المبلغ ده وأخدوا صاحب عيد الميلاد وراحوا زيارة إلى ملجأ أو مستشفى وقدموا المبلغ ده صدقة بإسم صاحبهم
هيخسروا حاجه؟!
على سبيل المثال أيضاً .
وبصراحه المثال ده أنا بقف ديما أمامه فى حيره من أمرى وهو تمسكنا بشراء الهدايا الغالية للناس المرتاحه وإل هم فعلا مش محتاجينها
ونأتى عند الفقراء ويفعل بنا الشيطان أفاعيله ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ) ونظل نبحث عن القديم والمستهلك لنعطيه لهم ولو حسبناها صح . إحنا الخسرانين فإن كان للفقير حاجة عندك فحاجتك عند الله . يعنى إحنا المحتاجين للفقير مش هو إل محتاج لينا،
ونسينا كلام ربنا (لن تنالوا) ولن هنا حرف نفى للتأكيد
( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) والفكره تنطبق أيضا وبصوره أكثر تركيز على القهاوى والكافيهات و السيبر بأنواعه وهنا أقصد الأماكن الترفيهيه . ماذا لو جعلنا تمن المشروبات يوم فى الأسبوع صدقة لوجه الله وليكن يوم الجمعه . وتمن المشروب على القهوه أطلعه لواحد محتاج حتى لو كان بسيط .
أو أبدل القعدة دى بزيارة لذوى الأرحام وأحتسبها لوجه من خلق الرحم وشق لها أسما من أسمه .
وعلى الجانب الآخر
الأسر الغنيه . زادهم الله غنى برزق حلال .
ماذا لو تنازلت عن المصيف فى عام واحد .
وبهذا المبلغ عالجنا مريضا بين الموت والحياه لايجد تمن العلاج ، أو زوجنا شاب وفتاه وعففناهم عن الحرام .
‘ إنها دعوة حب .
لكل طبيب بتحديد عدد من الحالات المجانيه يوميا ، وانا اعلم بأن هناك الكثيرين من يفعل هذا ولكننى اطمع فى الاكثر ،
ولكل محامى عدد من القضايا المجانيه والتى هو على يقين أنها على الحق كل شهر ،
دعوه لكل مدرس بعدد من الطلبه دروس مجانيه ،
دعوه لأصحاب المصانع والشركات
دعوه لكل صاحب مهنه أو صنعه نجار . سباك . حداد . نقاش .صاحب فرن . أو محل حلويات ،
صدقة يوميه إن لم يكن من مالك فأجعلها من عافيتك والله يضاعف لمن يشاء .
دعوة لتجار الخضار والفاكهة واللحمه والفراخ والأسماك لإطعام عدد من الأسر يومياً لوجه الله وإحسبوها صح
فكم من التالف لديك يومياً ترفض أن تبيعه بثمن أقل ولكنه عندما يتلف تخسر الثمن كله ،
فماذا لو تصدقت به لوجهه الله والله يضاعف لمن يشاء ،
إنها تجارة مع الله . فهل من مشمر ساعديه ليتاجر مع الله ؟!
أننى أحلم وليس على الله ببعيد أن يأتى اليوم الذى لانجد فيه فى بلدنا كلها بل فى العالم أجمع سائل واحد أو محتاج ، ولا تعتصر قلوبنا بأم أو أب يمد يده لإبن من أبناءه.
إنها دعوة للتراحم فيما بيننا
إنها دعوة لعيد حب جديد ولكنه حب حقيقى .
( حب مشمول بالنفاذ )
Discussion about this post