النخبة التونسية بين الأمس واليوم
الحلقة الثانية.
بقلم الأديب هاني الفرحاني
. لم تخضع النخبة التونسية لنير الاستعمار الفرنسي. إذ أسس عبد الرحمان الصنادلي جريدة “الزهرة” سنة 1882 فاحتلت في فترة وجيزة المكانة التي احتلتها جريدة “المؤيد” بمصر من قبلها. فأشفت غليل القراء المناهضين للاستعمار المتطلعين إلى مشاريع تقدمية وفضحت مقاصد الاستعمار الأمر الذي لم تقدر عليه جريدة “الحاضرة” التي كانت لسان الخانعين المعتدلين.
ولما تطلع الناس إلى الأفضل واتضحت الثغرات لديهم وشاعت الدعوة إلى الإصلاح من جديد أدرك دعاة النهضة الإيجابية وهم رجال جريدة الحاضرة ضرورة الالتحاق بالركب و أنه قد الأوان إلى تطبيق برنامج خير الدين المتمثل في جانب منه في إدخال لقاح العلوم الكونية على الثقافة الإسلامية بجامع الزيتونة كالذي حدث بمصر بسعي من الشيخ محمد عبده. كما اعتبروا أن تكوين الجمعيات والتي لم يكن لهم بها عهد من قبل بات ضروريا لدفع عجلة التغيير ونشر الوعي، أسسوا جمعية أسموها ” الجمعية الخلدونية” للعمل أساسا على نشر العلوم العصرية باللغة العربية سدا للثغرات الموجودة في التكوين الزيتوني. وانتخب أول رئيس لها سنة 1896الامير ألاي محمد القروي وحوله مجلس فيه البشير صفر وأصحابه من خريحي الصادقية وأفراد من الزيتونيين من أنصار النهضة و تلامذة سالم بوحاجب. ووقع افتتاح رسمي حضره الوزير الاكبر وشيخ الإسلام وألقى الشيخ سالم بوحاجب مداخلة الافتتاح. ترأس الامير ألاي محمد سنة واحدة ليخلفه بعد ذلك البشير صفر ليتداول رئاستها مع صديقه محمد الاصرم لمدة طويلة.
وقامت المجلة ومحرروها بجهد كبير في كشف حقيقة المستعمر وإزالة اللثام عن الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي حتى صارت زعامة البشير صفر لجيل كامل زعامة حقيقية واعتبر بذلك أب النهضة الثانية بعد خير الدين.
Discussion about this post