أخر الرجال المحترمين،،، بقلم نورا عواجه
بقلم نورا عواجه
لاشك بأن التمثيل كان ومازال قضيه يختلف عليها الكثيرون بين محلل ومحرم..
وكلاً منهم له دليله وبرهانه ولكنى لا أقف هنا لأناقش هذة القضية فأنا غير أهل لذلك ، فلا أنا ناقدة سينمائية ولاجهة فتوى شرعيه
، ولكنى أحترم كل فن راقى هادف يلمس قلبي وعقلى . أحترم كل فن لا أخجل وأنا أشاهده وسط أبنائى وكان ومازال فيلم (أخر الرجال المحترمين ) للفنان( نور الشريف) والذى أذيع من أكثر من 38 سنه يتصدر قائمه لأفلام مهما تكرر عرضها لا ولن أمل من رؤيتها ، فهذا الفيلم منذ اللحظه الأولى لمشاهدته تجده يتناول العديد والعديد من القيم والمبادئ الجميله التى عفا عليها الزمن جسدها الفنان الراحل بقمة الروعة فى شخصية الأستاذ فرجانى ، المدرس الخلوق صاحب القلب الطيب والأخلاق العالية النادرة ، الرجل الريفى بكل ما يحمل الريف من خير وطيبه وإصاله ودفء . والذى يعشق القريه بهدوءها . وهذا الهدوء بدء
واضحا جليا فى شخصه المتزن وكان دائما يدعو ربه قائلا 《ربنا يكفينا شر البلاد الزحمه 》وكأنه عارف أن جوا الزحمه حاجات كتير غلط أبت فطرته النقيه أن تعرفها أو تتعايش معها ، فيأخذنا الفنان فى رحله تجسد أجمل وأعمق أدواره الإنسانية عندما يفقد( نسمه )
إحدى تلميذات المدرسه ، ويجعلك تنسي وأنت تشاهده أنه مدرس يبحث عن تلميذه ضلت الطريق ‘ بل يجعلك تشعر أنه أب حنون عطوف فقد فلذة كبده ومهجة روحه ، ويذهب مباشرة إلى أعلى سلطه مختصه يناشدها للبحث معه متصوراً أن فقد روح بشريه حدث جلل تقوم له الدنيا ولا تقعد ، وواهما بأن كل السلطات المسوؤله ستقف معه قلبا وقالبا ، وخلال ساعات قليله سيعثر على ضالته .ولكن هيهات (أنت فى مصر يا فرجانى مش فى الدنمارك ) إل بنت الفران تاهت فيها ، فخرج وزير الداخليه ورئيس الدوله بنفسهم يناشدوا الشعب وأصبحت الطفله المفقودة قضية الشعب كله ، على الجانب الآخر يناقش الفيلم السلبيات المتعدده فى كثير من الجوانب ، وفى تطور الأحداث ، في مشهد ( عبقرى ) ذهب نور الشريف وأحمد راتب للفنان علي الشريف “المعلم برغوت” يسألو عن البنت وكان وقتها المعلم برغوت بيشوف حصيلة يوم الحراميه والنشالين ال شغالين تحت إيده ومسك شنطه ودار الحوار التالى :-
_واد يابرهوت خد ياد أقرالي الورق ده وشوف مكتوب فيه إيه
_محكمه جنايات طنطا
_ ياساتر يارب
_ دي قضايا يامعلم الظاهر الشنطه دي بتاعه واحد قاضي
_ واد يا برهوت أكتب ياض إعتذار للقاضي وقوله ( إذا حكمتم بين الناس فاحكمو بالعدل) !!
_واد يا هلب تروح ترجع الشنطه دي لصاحبها مش عاوزين نعطل قضايا الناس اكتر ماهي متعطله ، رفعت الجلسه وكل واحد يشوف مزاجه ،،
بصراحه المشهد ده تحديداً من أروع مشاهد الفيلم بالنسبالى ، مشهد ساخر بيوصلنا أن حتى المجرمين والنشالين لهم مبادىء متمسكين بيها جداً وعيشين على أساسها ، وأن لهم كبير هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة وأنهم برضوا بيبحثوا عن العدالة ال أوجدوها بالفعل فى وطنهم الصغير (عزبه الغجر )لكن عندهم حلم إن العدالة دى تتحق فى وطن بيفقد كل معانى الرحمة والعدل وبيسعوا لأجل تحقيق العدالة حتى لو بمجرد فعل بسيط .
(كلنا محتاجين العداله القاضى زى الحرامى ) ولأنه لا يوجد مجال لذكر كل المشاهد التى جسدت قيم ومبادئ جميله وعميقه عفا عليها الزمن ، ننهى بآخر كلمات لشخصية فرجانى ”زمان قالوا فى الأمثال اللي بيخاف من الديب بيطلعله وأديك لقيت نفسك فى قلب الزحمة ، لكن الزحمة جوا منها كتير أوى يا فرجانى ، دنيا تانية جديدة عليك ، الحياة مش أبيض وأسود بس دا فيها لون تانى ، اللون الرمادي ، أصلك مكنتش عامل حسابه خالص ، لازم تعيد حساباتك يا فرجانى” …
Discussion about this post