من هو البطل
ناديا يوسف
من هو هذا العملاق أو المارد الذي يظهر ليغير كل شيء و لايمكن أن يموت أو يهزم ولماذا نتعلق بتلك السشخصيات سواء عندما كنا صغاراً أو في مراهقتنا أو حتى في كبرنا و لطالما تقمصنا دور دوق فليد أو ليدي أوسكار أو ساسوكي و في سن المراهقة عشقنا الفتى الأول سواء في التلفزيون أو الروايات .
-رامبو أو سوبرمان أو مايكل جاكسون أو إحدى حسناوات الشاشة كانوا أحد الشخصيات التي تكون موضع التقليد لهم في لباسهم وحركاتهم وإلى الآن مازالت هذه الشخصيات البطولية تتكرر في الفن الغربي أو الهندي وحتى العربي كما نراه قد ظهر في الآونة الأخيرة حيث يظهر البطل بقوى خارقة تفوق قوة ألف رجل فكلنا نصفق ونتغنى بانتصارته ونحزن لحزنه أو ربما لانكساره ونحن نعلم أن ذلك تمثيل وكلما زادت عناصر الإثارة زاد ولعنا بهذه الشخصيات حتى باتت كالإدمان أو الهوس الغريب .
وحسب آراء بعض الباحثين أن هذا يعود إلى تكوين شخصية الإنسان في مراحله الأولى و يقع عاتقه على الأسرة والمجتمع المحيط ومن الطبيعي جداً أن يتعلق الأطفال أو الشباب في إحدى الشخصيات سواء كان والده أو معلمه أو فنان أو رياضي ولكن قد يتحول هذا الأمر إلى هوس من نوع أخر لما يكون له من تأثير على شخصية الطفل أو الشاب وهنا لا أقصد والده وأنما الأشخاص الآخرين .
ومن الملاحظ أنه درجت في الآونة الأخيرة نوع من الأفلام والمسلسلات الحركية أو الخيالية التي تعتمد في اسلوبها التشويق الحركي والخيالي وربما القتل والتدمير ضاربة بعرض الحائط كل القيم الانسانية وهذا أيضاً له تأثير على المشاهد لأنها تُخلْق عنده دافع قوي للتقليد والتقمص لهذه الشخصيات وكن سمعنا عن حوادث وقصص غريبة في البيوت والاحياء .
ومن الأسباب أيضا نوعية البشر فكثير من الأشخاص يمتلكون شخصية غير التي يظهرون بها ولذلك يتغلقون على داخلهم ويبحثون عن البطل النائم في داخلهم من خلال هذه الأدوار
وقد تناقشنت في هذا الموضوع مع مجموعة من الناس وبمختلف الأعمار وكلا الجنسين وأكثر ما استحوذ على اهتمامي هو الآراء الصريحة والواضحة حول هذه الظاهرة القديمة المتجددة دائماً لأن المتلقي لها يرى نفسه في هذا البطل فهو يحقق ما نعجز نحن على تحقيقه وخاصة في مجال محاربة بعض القيود المجتمعية والعادات البالية والفساد والرشوة والفلتان الأخلاقي حقيقة ذهلت وتسآلت في نفسي هل حقاً أصبحنا فاقدي القدرة على المواجهة والتعبير عن أنفسنا كما نريد وبتنا نختبئ ونخفي رأسنا في الرمال ؟؟؟!!!!
كثير من الأسباب والعوامل أدت إلى ذلك فالسلوكيات التربوية لها دور كبير و خاصة الوالدين ومن ثم الاصدقاء أو الأقران ومن ثم الاساتذة والاشخاص الذين التقي بهم بالحي والعمل والسوق كلها تساهم في هذا بالإضافة إلى الدور الأكبر للدولة بمفهومها الواسع والشامل
عندما تكثر المظاهر السلبية ينقسم المجمع إلى كذا فئة منهم من يقتنع بهذه السلوكيات و يعمل بها ومنهم من يرفضها ولعل الأغلب يأخذ دور عدم المبالاة ويقول علي بنفسي ولا علاقة لي بالآخر
من كل هذه الأمور يصبح لدى الشخص رد فعل و يخلق في داخله بطل يتمنى أن يكون كأحدى الشخصيات التي يراها أو يقرأ عنها ولعله يسمع عنها ولكن ما نرغب به شيء ونقوم به أمر آخر
علينا أن نقتنع بأنفسنا وقدراتنا وندع هذا البطل الذي في داخلنا أن يخرج لنور الشمس ولا نعيش في الظلمة
و الاختباء وراء هذه الشخصيات .
ولا يخفى على أحد أنه لكل منا كان له في فترة من الفترات بطل يعشقه وأنا لطالما كان بطلي الأول والدي وأنتم من كان ذاك البطل الذين تأثرتم به ؟؟
ناديا يوسف
Discussion about this post