عروبيّة
بقلم الشاعرة : سيدرا الاسعد.
يمضي الوجود بهديهِ وضلالهِ
نحو الثريّا يحتفي بمآله
سوريتي اعتصمتْ بها كل الدّنى
من كفّها بزغ الهدى بكماله
فيها المنارةُ دارَ شعبٌ حولها
وبجفنها نبضُ الحبيبِ الواله
كلُّ اتّجاهاتِ الكرامة عندنا
في موطنٍ ، ،بجنوبه وشماله
قلبُ العروبةِ قِبلةٌ ولها اغتدى
كلٌّ يضيءُ المجدُ في آماله
أنا مثلهم أهوى الحبيبة كلّما
يحنو لطيّ الرمشِ بعض خياله
قلبي عروبيٌّ ونبضيَ واحةٌ
وبها يلوذُ الفخرُ في ترحاله
من شامة الدنيا سلامٌ عاطرٌ
ياموطن العرْبِ النقيّ بآلهِ
…. …. ….
أرض الكنانةِ كم أتوق إلى اللقا
وبها الربيعُ الثّرّ في آكاله
فبمصرنا اختبأ القصيدُ بنشوةٍ
في نيلها بجماله ودلاله
…. …. ….
أمّا عُمانُ فترتدي زيّ الهوى
وبحبها عجبَ الزمان بحاله
اسمٌ تشكل من لجين سمائنا
قد خطّهُ حبر الغرام ببالهِ
…. …. ….
في الرافدين أحبةٌ ،، بوداعةٍ
سكنوا السحابَ بنخلهِ وتلاله
وغزوا النجوم بفكرهم وسخائهم
ففعالهم في الصبح من أفعاله
…. …. ….
من وارفِ الأردنّ صغتُ قلائداً
ظَفَرَتْ بجيد الشمس في إجلالهِ
وإذا الشموخُ أضاعَ برقَ حليّه
برز العقيقُ يضجّ من خلخاله
…. …. ….
وصبابتي في أرضِ لبنانٍ بدتْ
في مهجتي أرزٌ بكلّ جماله
وبها سلافٌ من عتيق مواردٍ
عذبٌ بفيضِ سهولهِ وجبالهِ
…. …. ….
من برقة السّيفِ اليمانيّ اهتدت
شمسُ العروبة للصباح الواله
وبكلّ نجمٍ في عرى أثوابه
عُقِدَ الربيع بإزرةٍ من شاله
…. …. ….
أمّا الجزائر فالخلودُ بأرضها
كَسَرَ العدوّ الصلبَ في أهواله
ويقرّ ماضيها بديدنِ سحرها
وثرى الشهادةٍ مورقٌ برجالهِ
…. …. ….
صوب الخليج يميل نجمٌ شاهقٌ
فيُجيرُ ملهوفاً وقبلَ سؤالهِ
وبأهلها اتّقدت صروحُ محبّةٍ
فغدا الوجود متوجاً بعقالهِ
…. …. ….
من تونسَ الخضراء تسألُ وردةٌ
فيجيبُ نهرٌ عابقٌ بوصاله
فتلامسُ الروحَ الشفيفة ضحكةٌ
فرّتْ من الوديانِ خلفَ تلالهِ
…. …. ….
والقدسُ تغفو رغم كل جراحها
في ثائرٍ شغَلَ الدّنى بمحالهِ
مازالَ يزأرُ ضارباً كفَّ الوغى
حتى يلوح النصرُ من أوصالهِ
…. …. ….
والمغرب العربيّ بحرُ عيوننا
قلبٌ وما انفصمت عرى أبطاله
وكأنّما تحنو على شرفاته
كلّ الأيائل من صدى رئباله
…. …. ….
سوداننا ولديه ماء قلوبنا
سكن الفؤاد بسحره ومقالهِ
وتموسقت كل الكواكب عنده
فارتدَّ نورٌ من سنا إفضاله
…. …. ….
وعلى كمال البحر تشدو مهجتي
ليصيبَ سهمُ الشعر كبدَ مناله
هذي بلادي أزهرت في خافقي
سيزول عشقٌ في الحشا بزوالهِ
وطنٌ يخرّ المجدُ معتصماً به
قمرٌ سخيُّ النور في أشكالهِ
فالصيف يهرب حين يأخذه الطّوَى
ليعبّ من عينيه بعض سلالهِ
Discussion about this post