“عَرُوسُ جنين”
أَزْهَرَ الحُبُّ بأرضِك ياموتُ
فُزْتَ بِعَذراء القدس عروسا
توشّت بالأبيض والأحمر
تعطّرت برائحة التّراب
تهادت إليك شامخة في خَفر…
.
ونحن ليس لنا إلاّ
أنْ نُسْقِطَ الإدراك
أنْ نُلَملِمَ دهشتنا
لِنُهنِّئَكَ بأضخم وليمة عُرس
تسلّلت إليها صباحا …
تَمدّدت بجسمها المُخمليّ
سَريْتَ بدمها القاني
سَكَبْتَ روحك بروحها
أسْقَطتَ وعدَها قبل وعدِها
على مشنقةّ الرّصاص…
أيّها الرّاقصُ على نزيف الجراح
إنّك في حضرة ” جنين”
على مُصَلَّى سيّدة
في أوْجِ طقوسها
لن تُسقِط نَذْرَها بالتّقادم
حوّلت صدرها معبرا
يَخترِقُ مضيقَك…
ٱرفَع رأسك للسّماء
حَيِّ على الشّهادة…..
حَيّ على البقاء
إشّهَدّ أنْ لا مَوْتَ إلاّ للطغاة
“شرين” لم تَمُتْ
ونحن لن نَشُقَّ الجيوب
” عذراء القدس”
اغتسلت فجرا
بلون الشّروق
ٱكتحَلتْ بِإثْمِدِ الحريّة
زُفّت عروسا
هاهي تعلو.. وتعلو
هاهي تسمو… وتسمو
تُرَفرفُ…
تُغطّي بجناحيْها كلّ السماء
لِتُبعَثَ في الكون ٱمرأة أبَديّةً
” شرين” أسقطت المسافات
بين هنا وهناك…
أسقطت الفوارق
بين الموت واللاّموت
غَدت قوت حمام…
شَعب خيام…
غدت بسمة ورد
سنى برق… فجرا كالحرير
أيّها الموت الثّمل
إذا كان بيننا وبينك
مواكبّ حتف…
مواسم سكرى بالجنائز
أقداحُ يُتم بالكاد نَتَجرّعها
فبينك وبين ” شرين”
سَفَرٌ عاطفيّ
عشق أزليّ
محطّات لألف عناق وعناق
وَهَبتكَ صِباها لعقدين ونيف
كم جالستها…
كم واعدتها…
كم غازلت عيونها الخُضر..
كم داعبت خصلات شعرها
بأصابعك الليلكيّة…
كم أستَدرجتها لتوابيتك
كم روادتها لتُشكّل خطوط قدرها
كما خطوط قدرك
بينكما ميثاق ووعد…
قلت :” سيّدتي نتهادنُ
على الدّعة والسّلم”….
في صباح الفجيعة
كتبت ” شرين ”
أنا في طريقي إلى “جنين”
هي لم تُدْرِك أنَك رَجلٌ غويّ
من سلالة بني صهيون
مفتون بذكورة جائرة
لِتَزُفّها إليك ” عروس صباح”
أرسمها ياموت
خارج دائرتك
أرسمها كلمة…
وعدا…
حلما….
فرحا ….
وشما على خاصرة التّاريخ
ردّدها أهزوجة عشق…
سجّل أنّ عروس ” جنين”
أضحت” شمسَ حُريّة”
غدت ” وطنا مُفَدّى”
بقلمي ” الأستاذة والشاعرة
” منية نعيمة جلال”
بتاريخ 12/ ماي/ 2022
Discussion about this post