خمسة عشر دينارا…نريمان الجزائري
نريمان الجزائري
المسافة قريبة جدا اليك ولكن مازلت امشي وامشي…
الازدحام في الطريق والعربات المتجولة
والسيارات وتلاميذ المدرسة لا استطيع قطع الطريق
جسمي الصغير اختفى في غبار الضجيج
لقد اقتربت وسقطت مني النقود ….
جمعتها بسرعة قبل ان تدوسني اقدامهم
مازلت استمر واقترب
تشدني اليك تلك التفاصيل
وانا ابتسم واختزل قوتي الهزيلة للوصول…
اقتربت وانا المس الجدران بيدي حتى وصلت الي النافذة الزجاجية
نعم نجحت …انه مازال هنا ينتظرني
ياسعادتي واخيرا….
هل اعبر لك عن الأيام التي بت اعد فيها النقود من دينار هدية من أمي لأشتري به البوظة
واربعة دنانير من جدتي تعبيرا منها عن نجاحي في امتحان السنة الاولى ابتدائي….
انتظرت يوم الخميس وكان الجو حارا جدا بفستاني الوردي ودميتي الصامتة…
سيزورنا جدي وانا اول مستقبلة لأحضانه
اليوم كان طولا جدا لم تصل بسيارته البيضاء بعد
وكل دقيقة اسال أمي لماذا تأخر…. تصبرني أمي وتضحك
هنا ادركت اني ضايقتها جدا ….فلم تعد تجيب…
اعود الي مقعدي الخشبي واهز برجلي وانتظر
فينادي عمار صديقي من بعيد
ايمي…. يا إيمي
ايتها الشقراء!”…
سيارة جدك وصلت
الكل مجندين لاستقبال جدي الحبيب
دقات قلبي تتسارع
لقد فتح الباب السائق …انا هنا جدي..!! بصوت يلهث…ضمة حضن كبير دافئ مريح
تدفقت من بقايا انتظاري لوعة اللقاء بدموع طفولية
اعاتبه عتاب الحبيب المشتاق
…………..جدي تأخرت
فيفتح محفظته الكبيرة
انها ورقة مائة دينار
سألته بلهفت الجواب…
هل اشتري بها كتاب الفتاة الجميلة
فيضحك جدي
ويقهقة
وتضحك معه احلامي التي تحققت بعد صبر طويل
واخيرا سأستمتع بالوان الكتاب وحروفه الكبيرة
وصلت وانا اشد بقوة على النقود
بصوتي الصغير طلبت منه ان يعطيني الكتاب فلم يسمعني
اقتربت من الفترينة
سيدي هذا الذي في وسط الكتب
قال : أه سندريلا
قلت : له بكل ثقة نعم هو سندريلا
احتضنته بشوق بديع……وانا مسرعة الى البيت سمعته ينادي ياطفلة
خدي بقية نقودك …….
لم يكن يدرك حجم سعادتي الطفولية في تحقيق امل كبير
وان المال كان من اجله فقط
فقد اكتفيت به
والباقي لك يا سيدي ،،،،،
نريمان الجزائري
Discussion about this post