شيرين ابو عقلة .. قضية وطن ..
بقلم سلمى صوفاناتي
في مشهد ذاع تأثيره ودويه في انحاء العالم بأسره .. كانت تبحث عن الحقيقة .. وتنقل للعالم ظلم المعتدي أثناء اقتحام مخيم جنين .. فجاة اخترقت رصاصة الغدر تلك الايقونة الفلسطينية الشجاعة .. التي ناضلت بصوتها وقلمها على مدار اكثر من عشرين عاما .. فقاموا بتصفيتها ليسكتوا صوت الحقيقة التي لم ولن تموت .. طالما هناك شرفاء في ميدان المعركة لازلوا يحاربون تحت خط النار .. غير أبهين بالموت في سبيل نصرة الحق .. فالقضية التي ناضلت من اجلها شيرين هي قضية عادلة بحجم وطن .. يؤمن بها كل مسلم شريف .. وكل نصراني شريف .. وعلينا ان نستغل هذا الحدث لفضح جرائم الكيان الصهيوني .. فهو لايفرق بين مسلم .ونصراني .. وما يمنعنا ان نثني على مواقفها البطولية رغم اختلاف الاديان ..؟! فاختلاف الدين لم يمنع النبي صل الله عليه وسلم من نعت النجاشي بصفة العدل وذلك قبل ان يعتنق الاسلام .. ولم يمنعه صلوات الله عليه .. ان يقول في كسرى عظيم الفرس .. والى قيصر عظيم الروم .. والى المقوقس عظيم القبط .. فقد وصفهم بما كانوا عليه من عظمة الملك .. من هنا علينا ان نستغل قضية مقتلها في نصرة القدس الشريف .. لانها قضية وطن باكمله .. كما ينبغي تأليب اهل ملتها على المعتدين عليها .. هذا هو منطق العقل .. وهو الواجب الذي يحتم علينا في ظل هذه الظروف .. ان نقف جنبا الى جنب .. الى جانب اشقائنا الفلسطينين .. اصحاب القضية الاولى .. في مواجهة العدوان الاسرائيلي بكل صوره واشكاله .. اما البحث في المسائل الشرعية بالفتاوى التي تجزم بجواز الترحم عليها او تحريمه .. فهو خروج عن استثمار الحدث .. وتشتيت عن الاهداف المرجوة منه .. فالواجب الان .. هو التحرك نحو المطالبات والاستحقاقات الدولية والقانونية .. وتحريك الحملات الاعلامية والسياسية لنصرة الحق .. وقد لفت انتباهي تعليق اختصر كل الكلمات .. قراته في احدى منصات التواصل الاجتماعي للدكتورة وفاء فاعور جاء فيه :
عندما تستقر رصاصة صهيونية في جسد مسيحية وتشيع على اكتاف اسلامية فانت في فلسطين .. عندما تسمع ترانيم القيامة تتلوها هتافات التكبير فاخلع نعلك وتوضا فانت في فلسطين .. عندما تسمع هتافات في الكنيسة لا اله الا الله .. والشهيد حبيب الله .. فانت في فلسطين ..
ورد في الصلوات الابرهيمية التي نزلت على سيد الخلق محمد صل الله عليه وسلم : اللهم صل على محمد وعلى ( ال محمد ) كما صليت على ابراهيم وعلى ( ال ابراهيم ) وكلمه ال في اللغة تشمل الاصول والفروع في ان واحد .. وهذا يعني انه صلوات الله وسلامه عليه .. كان يطلب الرحمة لوالديه .. الذين توفيا قبل بعثته .. ومعنى كلمة صل اي ( اللهم ارحم ) .. قال تعالى في سورة الاعراف تحديدا في الاية 156 .. عذابي اصيب به من اشاء ورحمتي وسعت كل شيء ..
اما في الاثار : لم يثبت ان لفظة الترحم تختص بديانة او عقيدة معينة .. ولا مصطلحا خاصا بهذا المعنى .. بل انها شاملة في كل الشرائع والعقائد .. وكلمة شهيد تطلق على كل من قتل في سبيل قضية عادلة .. بغض النظر عن دينه ومعتقده ..
ختاما : اسمحوا لي من هذا المنبر .. ان انقل عزائي للشعب الفلسطيني الابي .. واعزي انفسنا باستشهاد البطلة شيرين ابو عقلة .. للفقيدة الرحمة ولاهلها وذويها الصبر والسلوان
Discussion about this post